457
تاريخ الدولة العلية العثمانية
للأستاذ فريد بك المحامي
وفي سنة 1858 حصلت عدة وقائع حربية بين اهالي الجبل وعساكر الدولة بسبب عدم الاتفاق على الحدود فتدخلت الدول ومنعت الحرب وعينت لجنة من مندوبيها ومندوب من طرف الدولة وآخر من حكومة الجبل لفصل الحدود ففصلتها ثم قتل البرنس دانيلو في 25 محرم سنة 1277 13 اغسطس سنة 1860 عن بنت واخ فاستلم زمام الاحكام البرنس نيقولا ابن اخيه ميركو ولمناسبة حصول بعض حركات ثورية في بلاد الهرسك ثار لمساعدتهم كثير من اهالي الجبل بايعاز من البرنس ميركو فسحقهم عمر باشا الذي ارسله الباب العالي لاخماد ثورة الهرسك ثم حاصر امارة الجبل من جميع جهاتها وامر البرنس نيقولا ان يحل الجيوش التي جمعها على الحدود والايضطر هو لتفريقها ولما لم يصغ الامير لهذا البلاغ اغار عمر باشا على بلاد الجبل من ثلاث جهات في آن واحد وجعل الثلاث فرق تحت قيادة عبده باشا ودرويش باشا وحسين عوني باشا
وبهذه المناورة العسكرية المهمة التقت الجيوش الثلاثة في قلب الجبل بعد ان هزمت وفرقت كل ما وقف في طريقها ولم يكن بذلك للبرنس نيقولا بد من امضاء الشروط التي عرضت عليه من قبل عمر باشا للتوقيع عليها فامضاها رغم انفه في 4 ربيع الاول سنة 1279 30 اغسطس سنة 1862
ومن اهم ما جاء بها ان لا يقيم ميركو والد البرنس نيقولا في بلاد الجبل مطلقا وان تبني الدولة حصونا وقلاعا على الطريق الموصلة بين مدينة اشقودره وبلاد الهرسك مارة ببلاد الجبل وبدأت الجنود العثمانية على الفور في بناء حصن داخل بلاد الجبل على هذا الطريق الامر الذي لم يسبق لها اصلا في هذه البلاد
لكن تعرضت الدول لنفاذ هذه المعاهدة بحجة انها مجحفة بحقوق امة مسيحية وطلبت من الباب العالي بكل الحاح خصوصا فرنسا والروسيا عدم ابعاد البرنس ميركو عن بلاده فتساهل شفقة منه لكنه صمم على بناء الحصون بالصفة المشروحة ومع ذلك فخوفا من تدخل الدول بالقوة كما حصل في بلاد الشام اعلن الباب العالي الامير في 23 رمضان سنة 1280 2 مارس سنة 1864 انه يتنازل عن بناء القلاع بارضه مؤقتا إذا تعهد الامير بحفظ هذه الطريق والتعويض ماليا عما يسلب من اموال التجار
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق