456
تاريخ الدولة العلية العثمانية
للأستاذ فريد بك المحامي
وفي سنة 1499 انتقلت حكومة الجبل إلى ايدي رئيس الاساقفة وانحصرت السلطة الدينية والملكية في شخص واحد وابتدأت العلاقات بينه وبين الروسيا لاتحاد الدين والمذهب وبحسن سياسة الامبراطور بطرس الاكبر صارت هذه العلاقات الحبية شبيهة بتابعية سياسية اذ صار يتظلم اليه الاهالي لو اعتدى عليهم حاكمهم او مسهم بسوء
ونفس رئيس الاساقفة كان يتوجه عند تنصيبه إلى مدينة سان بطرسبورج ليثبته القيصر في وظيفته الدينية بصفة رئيس ديني لجميع الاورثوذكس
ولما تعين البرنس دانيلو او دانيال حاكما لهذا الجبل فصل السلطة الملكية عن الدينية مع بقاء وظيفة رئيس الاساقفة في العائلة الاميرية ومن بعدها في اقدم العائلات الشريفة ولتجرد دانيلو عن الصفة الدينية تقرب من النمسا جارته لتساعده على حفظ استقلاله بما ان الدولة العلية ارادت اتخاذ هذا التغيير في حكومة البلاد سببا للتدخل فيها وتقرير سيادتها عليها وارسلت القائد الشهير عمر باشا لمحاربة دانيلو سنة 1853 قبل ان يشتغل بمحاربة الروسيا ولولا توسط النمسا والروسيا لاحتل عمر باشا جميع بلاده لكن ظروف الاحوال اضطرت الباب العالي لايقافه قبل تتميم ماموريته اتباعا لمشورة اوروبا
ولما انعقد مؤتمر باريس بعد انتهاء حرب القرم كما مر طلب الامير دانيلو من مندوبي الدول الاعتراف باستقلاله فلم يحز طلبه قبولا لديهم بل نصحوا له بالانقياد للدولة وهي في مقابلة ذلك تعطيه جزأ قليلا من بلاد الهرسك لتوسيع حدوده وتمنحه رتبة مشير وترتب له مرتبا ماليا على سبيل المساعدة فحنق لعدم نوال استقلاله لكنه التزم بالانصياع لنصائح اوروبا خوفا من عدم مساعدتها له لو حاربته الدولة
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق