452
تاريخ الدولة العلية العثمانية
للأستاذ فريد بك المحامي
يأبى القلم تسطيرها خصوصا ما اتاه الجنر بيليسيه من اعدام قبيلة بنسائها واطفالها حرقا داخل الغار الذي التجأوا اليه
ولكن ابت سياسة اوروبا المسيحية الا التعامي عن كل ما ياتونه مع الشرقيين وتجسيم اقل حادث يحدث في الشرق ولو بايعازهم ترويجا لسياستهم ونسوا اقوال المسيح عليه وعلى نبينا افضل الصلاة وازكى السلام المسطرة في نسخ الانجيل المتداولة بين ايدي جميع الطوائف المسيحية القاضية بان يعامل الانسان غيره بما يريد ان يعامله الغير به
وفي اثناء ذلك انعقدت بمدينة بيروت لجنة اوروبية مشكلة من مندوبين معينين من قبل الدول الموقعة على معاهدة باريس وبعد مداولات طويلة اتفقوا مع فؤاد باشا على ان يعطوا للمسيحيين الذين حرقت دورهم مبلغ خمسة وسبعين مليون قرش بصفة تعويض وان يمنح اهالي الجبل حكومة مستقلة تحت سيادة الدولة العلية يكون حاكمها مسيحي المذهب وان يكون للباب العالي حامية من ثلثمائة جندي تقيم في حصن على الطريق الموصل من دمشق إلى بيروت
ثم عين بالاجماع من يدعى داود افندي الارمني الجنس اميرا للجبل لمدة ثلاث سنوات لا يمكن عزله الا باتفاق الدول وبذلك انتهت ايضا هذه المسألة بحسن مساعي فؤاد باشا كما انتهت باقي المسائل التي سبقتها ولو يكيفية مجحفة بحقوق الدولة الا انه بهذا التساهل منع تدخل الدول بصفة شديدة والزم فرنسا بسحب جيوشها من الشام
وبعد خروج الجيوش الفرنساوية من بيروت بعشرين يوما توفي السلطان عبد المجيد خان وانتقل إلى رحمة مولاه في 17 ذي الحجة سنة 1277 ه يونيو سنة 1861 ودفن رحمه الله في قبر اعد له في حياته بجوار جامع السلطان سليم وعمره اربعون سنة وكسور ومدة حكمه 22 سنة ونصف وهو الذي انشأ النيشان المجيدي العلي الشأن وقدمه على نيشان الافتخار الذي اسسه السلطان الغازي محمود الثاني وفي يوم موته بويع بالخلافة لاخيه
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق