451
تاريخ الدولة العلية العثمانية
للأستاذ فريد بك المحامي
جميع الدول إلى الباب العالي تهدده بالتدخل ان لم لم يضع حدا لهذه الفتن لكن بلاغاتهم لم تكن اشتراكية لعدم اتحادهم فجمع فؤاد باشا جميع الوزراء واظهر لهم ضرورة تعزيز الجيش العثماني بهذه البلاد واخماد الثورة قبل ان تتفق الدول على التدخل عسكريا فتقرر رأيه بالاجماع وانتدب هو لقيادة الجيوش بها ومجازاة كل من تظهر ادانته
فسافر هذا الشهم على جناح السرعة ووصل إلى بيروت في 28 الحجة سنة 1276 17 يوليو سنة 1860 ومنها قصد مدينة دمشق في خمسة آلاف جندي وشكل مجلسا حربيا وحاكم رؤساء الفتنة بكل صرامة وشنق كثيرا ممن ظهرت لهم يد عاملة فيها سواء كان من الدروز او المسيحيين او المسلمين او من نفس كبار مستخدمي الحكومة وبذل همته في اعادة الامن إلى البلاد
وفي اثناء ذلك اتفقت الدول على ان ترسل فرنسا إلى الشام ستة آلاف مقاتل لمساعدة الجيش العثماني على اعادة السكينة لو عجز عن تأدية هذه المهمة وفي 22 محرم سنة 1277 10 اغسطس سنة 1860 نزلت الجنود الفرنساوية إلى بيروت تحت قيادة الجنرال دوبول فوجدت السكينة ضاربة اطنابها في ربوع الشام ولم تجد سبيلا لعمل أي حركة عسكرية لاظهار شجاعتها ونظامها
ومما يدل على تعنت الدول وتعمدهم مشاركة الدولة في امورها الداخلية على أي حال اتفاقها في باريس بمقتضى اتفاق تاريخه 15 محرم 1277 3 اغسطس 1860 على انه يجوز ابلاغ الجيش المحتل إلى اثني عشر الفا مع بقاء هذه الجيوش إلى ان يستتب الامن ويجازى الساعون بالفساد على ما جنت ايديهم كأن الدولة اهملت في مجازاتهم وفي ارجاع السكينة إلى البلاد مع انه لم يكن ثمة ضرورة لارسال جيش اوروبي إلى الشام مطلقا لقيام فؤاد باشا بمهمته احسن قيام ومع ذلك صمم القائد الفرنسا وي على ارسال فرقة من الف وخمسمائة جندي إلى جبل لبنان لاعادة المارونية إلى بلادهم وحمايتهم من تعدي الدروز واستمر الاحتلال الفرنساوي إلى 27 القعدة سنة 1277 6 يونيو سنة 1861 وفيه سحبت الجيوش الفرنساوية آتية إلى بلادها بعد ان اوهمت مسيحيي الشام انها حمتهم من تعدي المسلمين المتعصبين المتوحشين على زعمهم ونسيت فرنسا ما اتته جنودها في بلاد الجزائر من الاعمال الفظيعة التي
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق