إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 15 أكتوبر 2016

448 تاريخ الدولة العلية العثمانية للأستاذ فريد بك المحامي



448

تاريخ الدولة العلية العثمانية

للأستاذ فريد بك المحامي


من اليونان بطعم الاستقلال والانضمام إلى مملكة اليونان المستقلة فحصلت عدة وقائع سالت فيها الدماء بين المسلمين والمسيحيين وكادت الثورة تمتد بها لولا فضل تساهل وزراء الدول بعزل واليها وتعيين من يدعى سامي باشا مكانه لتقرير الامن وارضاء المسيحيين من سكان الجزيرة فرجعت السكينة إلى ربوعها وامكن فؤاد باشا ان يجاوب سفراء الدول على ملاحظاتهم بخصوص هذه المسألة ان لا حق لهم بالتداخل حيث لا اضطراتات او قلاقل توجب هذا التدخل الغير الشرعي وبمجرد ما انتهت مسألة كريد مؤقتا كما هي عادة المسائل التي توجدها الدول بدسائسها في شرقنا حدثت في مدينة جدة نازلة اكثر اهمية من تلك وهي قيام المسلمين بها على المسيحيين في يوليو من السنة المذكورة 1858 وقتلهم بعضهم واصابة قنصل فرنسا وكاتبه اصابة شديدة وقتل زوجته مما جعل بابا للاوروبيين لرمينا بالتعصب الديني فلما علم فؤاد باشا بهذه الحادثة لم يشعها بل ارسل من يدعى اسمعيل باشا ببعض الجند لتحقيقها ومجازاة القاتلين بالاعدام بدون طلب تصريح من الاستانة كما جرت به العادة لكن قبل وصول هذا المندوب علمت الدول بهذه المذبحة وارسلت فرنسا وانكلترا لائحة للباب العالي بالاشتراك يخبرانه بها انهما ارسلتا مراكبهما اليها بتعليمات شديدة فاجابهم فؤاد باشا بان الدولة لم تهمل واجبها بل رخصت لاسماعيل باشا باجراء اللازم وان الدولة مستعدة لتقدير التعويضات الواجب دفعها لمن لحقهم ضرر بالاتحاد مع من تعينهم الدولتان لهذا الغرض اطلاق الانكليز المدافع على مدينة جدة
وفي هذه الاثناء اتى نامق باشا والي مكة إلى جدة وقبض على المجرمين وحاكمهم فحكم على كثير منهم بالاعدام لكن لم يمكن تنفيذ هذه الاحكام الا بعد استئذان الدولة وفي غضون محاكمتهم وصلت إلى ميناء جدة سفينة حربية انكليزية اسمها سيكلوب وطلب ربانها من نامق باشا تنفيذ الحكم فورا وامهله اربعة وعشرين ساعة وان لم يعدم المحكوم عليهم يطلق مدافعه على المدينة ولما اجابه نامق باشا بعدم امكانه اجابة طلبه سلط مدافعه على هذه المدينة واستمر اطلاقه عليها نحو عشرين ساعة ولولا وصول السفينة المقلة اسماعيل باشا المندوب العثماني لدمرت المدينة

يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق