إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 15 أكتوبر 2016

447 تاريخ الدولة العلية العثمانية للأستاذ فريد بك المحامي



447

تاريخ الدولة العلية العثمانية

للأستاذ فريد بك المحامي


الاسود سعيا وراء منحهما الاستقلال تماما وفصلهما كلية عن الدولة ولتكون هذه الولايات بمثابة موانع في طريق الدولة وعقبات بينها وبين ممالك اوروبا وبثوا بذور الفساد في بلاد البوسنة والهرسك فاضطربت وقامت مطالبة بامتيازات كبلاد الصرب والجبل الاسود
ومما زاد في احوال الدولة ارتباكا تدخل الدول في الشؤون الداخلية ومنعها الدولة العثمانية من محاربة الثائرين بتهديدها بقطع العلائق السياسية ونزول سفرائهم إلى مراكبهم بل وارسال بعض السفن الحربية لتقريرمطالب الثائرين كما ارسلت فرنسا والروسيا مراكبهما في سنة 1858 إلى سواحل الجبل الاسود لمنع الجيوش العثمانية من الدخول بهذا القطر ومعاقبة اميره على مساعدة ثائري البوسنة والهرسك ومن ذا كله وما سنذكره يتضح جليا ان الدولة كانت في احرج المراكز لعدم وجود مخلص لها او صديق بين جميع الدول المسيحية المتألبة عليها سياسيا لاضعافها وعرقلة جميع مساعيها الاصلاحية في داخلية بلادها وتداخلها في امورها الداخلة المحضة حتى خيل للمتأمل ان سفراء الدول بالاستانة صاروا شركاء لوزراء الدولة في جميع الاعمال
وفي اوائل سنة 1858 توفي الصدر الاعظم رشيد باشا وخلفه في هذا المنصب الخطير خصوصا في هذه الظروف السياسي الشهير عالي باشا وولى فؤاد باشا وزيرا للاشغال الخارجية وكان كل منهما على جانب عظيم من الحذق في الاعمال السياسية ومتحققا من مقاصد اوروبا السيئة نحو الدولة الاسلامية الوحيدة فعملا على تسوية جميع المسائل الداخلية بحكمة وسداد رأي حتى لم يدعا لسفراء الدول حقا في التدخل فلم يمض طويل زمن حتى عادت السكينة إلى بلاد بوسنه وهرسك لوعد اهاليها باصلاح احوالهم واستبدال العساكر الغير منتظمة الموجودة بها بجيوش منتظمة وكذلك انهيا بحكمتهما مسألة الجبل الاسود بتحديد التخوم بمعرفة لجنة مشكلة من اربعة اعضاء فرنساوي وروسي وعثماني وجبلي وقبلا قرار هذه اللجنة مع اجحافه بحقوق السلطنة لكن لما كان السكون وانتظام الاحوال لم يروقا اصلا في اعين اعداء الدولة والذين القوا شباك مفاسدهم في جزيرة كريد فاصطادوا بها ضعاف العقول

يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق