175
تاريخ الدولة العلية العثمانية
للأستاذ فريد بك المحامي
موت زابولي ملك المجر وسفر السلطان إلى بود لمحاربة النمساويين
وكانت هذه آخر دفعة حارب فيها العثمانيون والفرنساويون كتفا لكتف لتغير الظروف والاحوال حتى اتت حرب القرم الاخيرة التي حصلت في اواسط هذا القرن وحاربت فيها فرنسا وانكلتره مع الدولة العلية دولة الروس لا دفاعا عن الدولة العثمانية بل لاضعاف الروسيا حتى لا تتمكن من الاستيلاء على بوغاز البوسفور كما سيأتي مفصلا
ولنذكر هنا حادثة شنيعة وهي قتل السلطان لولده الاكبر مصطفى بناء على دسيسة احدى زوجاته المسماة في كتب الافرنج روكسلان اما في كتب الترك فاسمها خورم أي الباسمة ذلك حتى يتولى بعده ابنها سليم ولمالها من الثقة بالصدر الاعظم رستم باشا اذ كان تعيينه بمساعيها لدى السلطان بعد موت اياس باشا وما زالت تساعده حتى زوجه السلطان ابنته منها فكاشفته بمرغوبها وهو تمهيد الطريق لتولي ابنها سليم فانتهز هذا الوزير فرصة انتشاب الحرب بين الدولة ومملكة العجم في سنة 1553 ووجود مصطفى ضمن قواد الجيش وكتب إلى بيه بان ولده يحرض الانكشارية على عزله وتنصيبه كما فعل السلطان سليم الاول مع ابيه السلطان بايزيد الثاني فلما وصل هذا الخبر إلى السلطان وكانت والدة سليم قد تمكنت من تغيير افكاره نحوه قام في الحال قاصدا بلاد العجم متظاهرا بانه يريد ان يتولى قيادة الجيش ولما وصل إلى المعسكر استدعى ولده المسكين إلى سرادقه في يوم 12 شوال سنة 960 ه 21 سبتمبر سنة 1553 وبمجرد وصوله إلى الداخل خنقه بعض الحجاب المنوطين بتنفيذ مثل هذه الاوامر فقتل رحمه الله شهيد دسائس زوجة والده وعدم تثبت ابيه مما نسب اليه وكانت هذه الفعلة الشنعاء نقطة سوداء في تاريخ السلطان سليمان الذي اتسعت دائرة السلطنة في ايامه ولولا دسيسة هذه المرأة الاجنبية التي ربما كانت مؤجرة لهذه الغاية لبقي اسمه لا تشوبه شائبة ثم نقلت جثة هذا الشهيد إلى مدينة بورصه ودفنت مع جثث اجداده ولم تكتف هذه المرأة البربرية الطباع بقتل مصطفى سلطان بل ارسلت إلى مدينة بورصة
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
____________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق