إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 6 أبريل 2016

23 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الاول الطبقة الثانية من ملوك الروم المتنصّرة


23

الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الاول

الطبقة الثانية من ملوك الروم المتنصّرة


ثم ملك قسطنطين المعروف بزمّه هيلانى في جميع بلاد الروم وجرى بينهوبين مقسيمانوس وابنه حروب كثيرة فلمّا ماتا استولى على الملك وتفرّد به وكان ملكه ثلاثًا وثلاثين سنة وثلاثة أشهر وهو الذي تنصّر من مولك الروم وقاتل عليها حتى قبلها النّاس ودانوا بها إلى هذا الوقت‏.‏

وقد اختلفوا في سبب تنصّره فقيل‏:‏ إنّه كان به برص وأرادوا نزعه فأشار عليه بعض وزرائه ممن كان يكتم النصرانيّة بإحداث دين يقاتل عليه ثمّ حسن له النصرانيّة ليساعده من دان به ففعل ذلك فتبعه النصارى من الروم مع أصحابه وخاصّته فقوي بهم وقفهر من خالفه وقيل‏:‏ إنّه سيّر عساكر على أسماء أصنامهم فانهزمت العساكر وكان لهم سبعة أصنام على أسماء الكواكب السبعة على عادة الصابئين فقال له وزير له يكتم النصرانيّة في هذا وأزرى بالأصنام وأشار عليه بالنصرانيّة فأجابه فظفر ودام ملكه وقيل غير ذلك‏.‏ولعشرين سنة مضت من ملكه كان السنهودس الأول بمدينة نيقية من بلاد الروم ومعناه الاجتماع فيه ألفان وثمانية وأربعون أسقفًا فاختار منهم ثلاثمائة وثمانية عشر أسقفًا متّفقين غير مختلفين فحرموا آريوس الإسكندراني الذي يضاف إليه الآريوسيّة من النصارى ووضع شرائع النصرانيّة عبد أن لم تكن وكان رئيس هذا المجمع بطرق الإسكندرية‏.‏

وفي السنة السابعة من ملكه سارت أمّه هيلانى الرُّهاوية كان أبوه سباها من الرُّهاء فأولدها هذا الملك فسارت إلى البيت المقدس وأخرجت الخشبة التي تزعم النصارى أنّ المسيح صلب عليها وجعلت ذلك اليوم عيدًا فهو عيد الصليب وبنت الكنيسة المعروفة بقمامة وتسمّى القيامة وهي الي وقتنا هذا يحجّها أنواع النصارى وقيل‏:‏ كان مسيرها بعد ذلك لأن ابنها دان بالنصرانية في قول بعضهم بعد عشرين سنة من ملكه وفي النسة الحادية والعشرين من ملكه طبق جميع ممالكه بالبيع هو وأمّه منها‏:‏ كنيسة حمص وكنيسة الرّهاء وهي من العجائب‏.‏

ثم ملك بعده قسطنطين أنطاكية أربعًا وعشرين سنة بعهد من أبيه إليه وسلّم إليه القسطنطينيّة وإلى أخيه قسطنس أنطاكية والشام ومصر والجزيرة وإلى أخيه قسطوس رومية وما يليها من بلاد الفرنج والصقالبة وأخذ عليهما المواثيق بالانقياد لأخيهما قسطنطين‏.‏

ثمّ ملك بعده يوليانوس ابن أخيه سنتين وكان يدين بمذهب الصابئين ويخفي ذلك فلمّا ملك أظهرها وخرهب البيع وقتل النصارى وهو الذي سار إلى العراق أيّام سابور بن أردشير فقتل بسهم غرب وقد ذكر أبو جعفر خبر هذا الملك مع سابور ذي الأكتاف وهو بعد سابور بن أردشير‏.‏

ثمّ ملك بعده يونيانوس سنة فأظهر دين النصرانيّة ودان بها وعاد عن العراق‏.‏

ثمّ ملك بعده ولنطيوش اثنتي عشرة سنة وخمسة أشهر ثم ملك والنس ثلاث سنين وثلاثة أشهر ثمّ ملك والنطيانوس ثلاث سنين ثمّ ملك تدوس الكبير ومعناه عطيّة الله تسع عشرة سنة وفي ملكه كان السنهودس الثاني بمدينة القسطنطينيّة اجتمع فيه مائة وخمسون أسقفًا لعنوا مقدونس وأشياعه وكان فيه بطرق الإسكندرية وبطرق انطاكية وبطرق البيت المقدس والمدن التي يكون فيها كراسي البطرق أربع‏:‏ إحداها رومية وهي لبطرس الحواريّ والثانية الإسكندريّة وهي لمرقس أحد أصحاب الأناجيل الأربعة والثالثة القسطنطينية والرابعة انطاكية وهي لبطرس أيضًا ولثماني سنين من ملكه ظهر أصحاب الكهف‏.‏

ثمّ ملك بعده أرقاديوس بن تدوس ثلاث عشرة سنة ثمّ ملك تدوس الصغير بن تدوس الكبير اثنتين وأربعين سنة ولإحدي وعشرين سنة من ملكه كان السنهودس الثالث بمدينة أفسس وحضر هذا المجمع مائتا أسقف وكان سببه ما ظهر من نسطورس بطرق القسطنطينيّة وهو رأس النسطورية من النصارى من مخالفة مذهبهم فلعنوه ونفوه فسار إلى صعيد مصر فأقام ببلاد إخميم ومات بقرية يقال لها سيصلح وكثر أتباعه وصار بسبب ذلك بينهم وبين مخالفيهم حرب وقتال ثمّ دثرت مقالته إلى أن أحياها برصوما مطران نصيبين قديمًا‏.‏

ومن العجائب أن الشهرستاني مصنّف كتاب‏:‏ نهاية الاقدام في الأصول ومصنّف كتاب‏:‏ الملل والنحل في ذكر المذاهب والآراء القديمة والجديدة ذكر فيه أنّ نسطور كان أيّام المأمون وهذا تفرّد به ولا أعلم له في ذلك موافقًا‏.‏

ثمّ ملك بعده مرقيان ستّ سنين وفي أوّل سنة من ملكه كان السنهودس الرابع على قسقرس برطق القسطنطينية اجتمع فيه ثلاثمائة وثلاثون أسقفًا وفي هذا المجمع خالفت اليعقوبية سائر النصارى‏.‏

ثمّ ملك ليون الكبير ستّ عشرة سنة ثمّ ملك ليون الصغير سنة وكان يعقوبيّ المذهب ثمّ ملك زينون سبع سنين وكان يعقوبيًا فزهد في الملك فاستخلف ابنًا له فهلك فعاد إلى الملك ثمّ ملك نسطاس سبعًا وعشرين سنة وكان يعقوبيّ المذهب وهو الذي بنى عمّورية فلمّا حفر أساسها أصاب فيه مالًا وفي بالنفقة على بنائها وفضل منه شيء بنى به بيعًا وأديرة‏.‏

ثم ملك يوسطين سبع سنين واكثر القتل في اليعقوبية‏.‏ثمّ ملك يوسطانوس تسعًا وعشرين سنة وبنى بالرّهاء كنيسة عجيبة وفي أيّامه كان السنهودس الخامس بالقسطنطينية فحرموا أدريحا أسقف منبج لقوله بتناسخ الأرواح في أجساد الحيوان وإنّ الله يفعل ذلك جزاء لما ارتكبوه وفي أيّامه كان بين اليعاقبة والملكيّة ببلاد مصر فتن وفي أيّامه ثار اليهود بالبيت المقدس وجبل الخليل على النصارى فقتلوا منهم خلقًا كثيرًا وبنى الملك من البيع والأديرة شيئًا كثيرًا ثم ملك يوسطينوس ثلاث عشرة سنة وفي أيامه كان كسرى أنوشروان ثمّ ملك طباريوس ثلاث سنين وثمانية أشهر وكان بينه وبين أنوشروان مراسلات ومهاداة وكان مغرىً بالبناء وتحسينه وتزويقه‏.‏

ثمّ ملك موريق عشرين سنة وأربعة أشهر وفي أيّامه ظهر رجل من زهل مدينة حماه يُعرف بمارون إليه تنسب المارونيّة من النصارى وأحدث رأيًا يخالف من تقدّمه وتبعه خلقٌ كثير بالشام ثمّ إنهم انقرضوا ولم يعرف الآن منهم أحد‏.‏

وهذا موريق هو الذي قصده كسرى أبرويز حين انهزم من بهرام جوبين فزوّجه ابنته وأمدّه بعساكره وأعاده إلى ملكه على ما نذكره إن شاء الله‏.‏

ثمّ ملك بعده فوقاس وكان من بطارقة موريق فوثب به فاغتاله فقتله وملك الروم بعده وكان ملكه ثماني سنين وأربعة أشهر ولما ملك تتبّع ولد موريق وحاشيته بالقتل فلمّا بلغ ذلك أبرويز غضب وسيّر الجنود إلى الشام ومصر فاحتوى عليهما وقتلوا من النصارى خلقًا كثيرًا وسيرد ذلك عند ذكر أبرويز‏.‏

ثمّ ملك هرقل وكان سبب ملكه أن عساكر الفرس لما فتكت في الروم ساروا حتى نزلوا على خليج القسطنطينية وحصروها وكان هرقل يحمل الميرة في البحر إلى أهلها فحسن موقع ذكل من الروم وبانت شهامته وشجاعته وأحبّ الروم فحملهم على الفتك بفوقاس وذكرهم سوء آثاره ففعلوا ذلك وقتلوه وملّكوا عليهم هرقل‏.‏


يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق