إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 29 أبريل 2016

111 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث ذكر غزو قتيبة بيكند


111

الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث

ذكر غزو قتيبة بيكند

ولما صالح قتيبة نيزك أقام إلى وقت الغزو فغزا بي كند سنة سبع وثمانين وهي أدنى مدائن بخاري إلى النهر فلما نزل بهم استنصروا السعد واستمدوا من حولهم فأتوهم في جمع كثير وأخذوا الطرق على قتيبة فلم ينفذ لقتيبة رسول ولم يصل إليه خبر شهرين وأبطأ خبره على الحجاج فأشفق على الجند فأمر الناس بالدعاء لهم في المساجد وهم يقتلون كل يوم‏.‏

وكان لقتيبة عين من العجم يقال له تندر فأعطاه أهل بخارى مالًا ليرد عنهم قتيبة فأتاه فقال له سرًا من الناس‏:‏ إن الحجاج قد عزل وقد أتى عامل إلى خراسان فلو رجعت بالناس كان أصلح‏.‏

فأمر به فقتل خوفًا من أن يظهر الخبر فيهلك الناس ثم أمر أصحابه بالجد في القتال فقاتلهم قتالًا شديدًا فانهزم الكفار يريدون المدينة وتبعهم المسلمون قتلًا وأسرًا كيف شاؤوا وتحصن من دخل المدينة بها فوضع قتيبة الفعلة ليهدم سورها فسألوه الصلح وقتلوا العامل ومن معه فرجع قتيبة فنقب سورهم فسقط فسألوه الصلح فلم يقبل ودخلها عنوةً وقتل من كان بها من المقاتلة‏.‏

وكان فيمن أخذوا في المدينة رجل أعور هو الذي استجاش الترك على المسلمين فقال لقتية‏:‏ أنا أفدي نفسي بخمسة آلاف حريرة قيمتها ألف ألف‏.‏

فاستشار قتيبة الناس فقالوا‏:‏ هذه زيادة في الغنائم وما عسى أن يبلغ كيد هذا‏!‏ قال‏:‏ لا والله لا يروع بك مسلم أبدًا‏!‏ فأمر به فقتل‏.‏

وأصابوا فيها من الغنائم والسلاح وآنية الذهب والفضة ما لا يحصى ولا أصابوا بخراسان مثله فقوي المسلمون وولي قسم الغنائم عبد الله بن وألان العدوي أحد بني نلكان وكان قتيبة يسميه الأمين ابن الأمين فإنه كان أمينًا‏.‏

وكان من حديث أمانة أبيه أن مسلمًا الباهلي أبا قتيبة قال لو ألان‏:‏ إن عندي مالًا أحب أن أستودعكه ولا يعلم به أحد‏.‏

قال وألان‏:‏ ابعث به مع رجل تثق به إلى موضع كذا وكذا ومره إذا رأى في ذلك الموضع رجلًا أن يضع المال إلى موضع كذا وكذا فإذا رأيت رجلًا جالسًا فخل البغل وانصرف‏.‏

ففعل المولى ما أمره وأتى المكان وكان وألان قد سبقه إليه وانتظر وأبطأ عليه رسول مسلم فظن أنه قد بدا له البغل ورجع فأخذ التغلبي البغل والمال ورجع إلى منزله وظن مسلم أن المال قد أخذه وألان فلم يسأله حتى احتاج إليه فلقيه فقال‏:‏ مالي‏!‏ فقال‏:‏ ما قبضت شيئًا ولا لك عندي مال فكان مسلم يشكوه إلى الناس فشكاه يومًا والتغلبي جالس فخلا به التغلبي وسأله عن المال فأخبره فانطلق به إلى منزله وسلم المال إليه وأخبره الخبر فكان مسلم يأتي الناس والقبائل فيذكر لهم عذر وألان ويخبرهم الخبر‏.‏

قال‏:‏ فلما فرغ قتيبة من فتح بيكند رجع إلى مرو‏.‏



يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق