إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 29 أبريل 2016

132 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث ذكر تتمة خبر قتيبة مع نيزك


132

الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث

ذكر تتمة خبر قتيبة مع نيزك
 

قد ذكرنا مسير قتيبة إلى نيزك وما جرى له بالطالقان وقتل بها فلما فتح الطالقان استعمل أخاه عمر بن مسلم وقيل‏:‏ إن ملكها لم يحارب قتيبة فكف عنه وكان بها لصوص فتلهم قتيبة وصلبهم ثم سار قتيبة إلى الفارياب فخرج إليه ملكها مقرًا مذعنًا فقبل منه ولم يقتل بها أحدًا واستعمل عليها رجلًا من أهله‏.‏

وبلغ ملك الجوزجان خبرهم فهرب إلى الجبال وسار قتيبة إلى الجوزجان فلقيه أهلها سامعين مطيعين فقبل منهم ولم يقتل بها أحدًا واستعمل عليها عامر بن مالك الحماني‏.‏

ثم أتى بلخ فلقيه أهلها فلم يقم بها إلا يومًا واحدًا وسار يتبع أخاه عبد الرحمن إلى شعب خلم ومضى نيزك إلى بغلان وخلف مقاتلة على فم الشعب ومضايقه ليمنعوه ووضع مقاتلته في قلعة حصينة من وراء الشعب‏.‏

فأقام قتيبة أيامًا يقاتلهم على مضيق الشعب لا يقدر على دخوله ولا يعرف طريقًا يسلكه إلى نيزك إلا الشعب‏.‏

فأقام قتيبة أيامًا يقاتلهم على مضيق الشعب لا يقدر على دخوله ولا يعرف طريقًا يسلكه إلى نيزك إلا الشعب أو مفازة لا تحتملها العساكر فبقي متحيرًا فقدم إنسان فاستأمنه على أن يدله على مدخل القلعة التي من وراء الشعب فآمنه قتيبة وبعث معه رجالًا فانتهى بهم إلى القلعة من وراء شعب خلم فطرقوهم وهم آمنون فقتلوهم وهرب من بقي منهم ومن كان في الشعب فدخل قتيبة الشعب فأتى القلعة ومضى فارتحل نيزك من منزله فقطع وادي فرغانة ووجه ثقله وأمواله إلى كابل شاه ومضى حتى نزل الكرز وعبد الرحمن يتبعه فنزل عبد الرحمن حذاء الكرز ونزل قتيبة بمنزل بينه وبين عبد الرحمن فرسخان فتحصن نيزك في الكرز وليس إليه مسلك إلا من وجه واحد وهو صعب لا تطيقه الدواب فحصره قتيبة شهرين حتى قل ما في يد نيزك من الطعام وأصابهم الجدري وجدر جبغويه‏.‏

وخاف قتيبة الشتاء فدعا سليمًا الناصح فقال‏:‏ انطلق إلى نيزك واحتل لتأتيني به بغير أمان فإن احتال وأبى فآمنه واعلم أني إن عاينتك وليس هو معك صلبتك‏.‏

قال‏:‏ فاكتب إلى عبد الرحمن لا يخالفني فكتب إليه فقدم عليه فقال له‏:‏ ابعث رجالًا ليكونوا على فم الشعب فإذا خرجت أنا ونيزك فليعطفوا من ورائنا فيحولوا بيننا وبين الشعب‏.‏

فبعث عبد الرحمن خيلًا فكانت هناك وحمل سليم مع أطعمة وأخبصة أوقارًا وأتى نيزك فقال له‏:‏ إنك أسأت إلى قتيبة وغردت‏.‏

قال نيزك‏:‏ فما الرأي قال‏:‏ أرى أن تأتيه فإنه ليس ببارح وقد عزم على أن يشتو مكانه هلك أو سلم‏.‏

قال نيزك‏:‏ فكيف آتيه على غير أمان قال‏:‏ ما أظنه يؤمنك لما في نفسه عليك لأنك قد ملأته غيظًا ولكني أرى أن لا يعلم بك حتى تضع يدك في يده فإني أرجو أن يستحي ويعفو عنك قال‏:‏ إني أرى نفسي تأبى هذا وهو إن رآني قتلني‏.‏

فقال سليم‏:‏ ما أتيتك إلا لأشير عليك بهذا ولو فعلت لرجوت أن تسلم وعود حالك عنده فإذا أبيت فإني منصرف‏.‏

وقدم سليم الطعام الذي معه ولا عهد لهم بمثله فانتهبه أصحاب نيزك فساءه ذلك فقال له سليم‏:‏ إني لك من الناصحين أرى أصحابك قد جهدوا وإن طال بهم لحصار لم آمنهم أن يستأمنوا بك فأت قتيبة‏.‏

فقال‏:‏ لا آمنه على نفسي ولا آتيه إلا بأمان وإن ظني أن يقتلني وإن آمنني ولكن الأمان أعذر إلي‏.‏

فقال سليم‏:‏ قد آمنك أفتتهمني قال‏:‏ لا‏.‏

وقال له أصحابه‏:‏ اقبل قول سليم فلا يقول إلا حقًا‏.‏

فخرج معه ومع جبغويه وصول طرخان خليفة جبغويه وحبس طرخان صاحب شرطته وشقران ابن أخي نيزك فلما خرجوا من الشعب عطفت الخيل التي خلفها سليم فحالوا بين الأتراك أصحاب نيزك والخروج فقال نيزك‏:‏ هذا أول الغدر‏.‏

قال سليم‏:‏ تخلف هؤلاء عنك خير لك‏.‏

وأقبل سليم ونيزك ومن معه حتى دخلوا إلى قتيبة فحبسهم وكتب إلى الحجاج يستأذنه في قتل نيزك‏.‏

واستخرج قتيبة ما كان في الكرز من متناع ومن كان فيه فقدم به على قتيبة‏.‏

فانتظر بهم كتاب الحجاج فاتاه كتاب الحجاج بعد أربعين يومًا يأمره بقتل نيزك فدعا قتيبة الناس واستشارهم في قتله واخلفوا فقال ضرار بن حصين‏:‏ إني سمعتك تقول‏:‏ أعطيت الله

فدعا نيزك فضرب رقبته بيده وأمر بقتل صول وابن أخي نيزك وقتل من أصحابه سبعمائة وقيل‏:‏ اثني عشر ألفًا وصلب نيزك وابن أخيه وبعث برأسه إلى الحجاج وقال نهار بن توسعة في قتل نيزك‏:‏ لعمري نعمت غزوة الجند غزوةً قضت نحبها من نيزكٍ وتعلت وأخذ الزنير مولى عباس الباهلي حقًا لنيزك فيه جوهر وكان أكثر من في بلاده مالًا وعقارًا من ذلك الجوهر وأطلق قتيبة جبغويه ومن عليه وبعث به إلى الوليد فلم يزل بالشام حتى مات الوليد‏.‏

كان الناس يقولون‏:‏ غدر قتيبة بنيزك فقال بعضهم‏:‏ فلا تحسبن الغدر حرمًا فربما ترقت بك الأقدام يومًا فزلت فلما قتل قتيبة نيزك رجع إلى مرو وأرسل ملك الجوزجان يطلب الأمان فآمنه على أن يأتيه فطلب رهنًا ويعطي رهائن فأعطاه قتيبة حبيب بن عبد الله بن حبيب الباهلي وأعطى ملك الجوزجان رهائن من أهل بيته وقدم على قتيبة فصالحه ثم رجع فمات بالطالقان فقال أهل الجوزجان‏:‏ إنهم سموه فقتلوا حبيبًا وقتل قتيبة الرهائن الذين كانوا عنده‏.‏

وفي هذه السنة سار قتيبة إلى شومان فحصرها‏.‏

وكان سبب ذلك أن ملكها طرد عامل قتيبة من عنده فأرسل إليه قتيبة رسولين أحدهما من العرب اسمه عياش والآخر من أهل خراسان يدعوان ملك شومان أن يؤدي ما كان صالح عليه‏.‏فقدما شومان فخرج أهلها إليهما فرموهما فانصرف الخراساني وقاتلهم عياش فقتلوه ووجدوا به ستين جراحة‏.‏

وبلغ قتله قتيبة فسار إليهم بنفسه فلما أتاها أرسل صالح بن مسلم أخو قتيبة إلى ملكها وكان صديقًا له يأمره بالطاعة ويضمن له رضا قتيبة إن رجع إلى الصلح‏.‏

فأبى وقال لرسول صالح‏:‏ أتخوفني من قتيبة وأنا أمنع الملوك حصنًا فأتاه قتيبة وقد تحصن ببلده فوضع عليه المجانيق ورمى الحصن من مال وجوهر ورمى به في بئر بالقلعة لا يدرك قعرها ثم فتح القلعة وخرج إليهم فقاتلهم حتى قتل وأخذ قتيبة القلعة عنوةً فقتل المقاتلة وسبى الذرية‏.‏

ثم سار إلى كش ونسف ففتحهما‏.‏

وامتنعت عليه فارياب فأحرقها فسميت المحترقة وسير من كش ونسف أخاه عبد الرحمن إلى الصغد وملكها طرخون فقبض عبد الرحمن من طرخون ما كان صالحه عليه قتيبة ودفع إليه رهنًا كانوا معه ورجع إلى قتيبة ببخارى وكان قد سار إليها من كش ونسف فرجعوا إلى مرو‏.‏

ولما كان قتيبة ببخارى ملك بخاراخذاه وكان غلامًا

وقيل‏:‏ إن قتيبة سار بنفسه إلى الصغد فلما رجع عنهم قالت الصغد لطرخون‏:‏ إنك قد رضيت بالذل واستطبت الجزية وأنت شيخ كبير فلا حاجة لنما فيك فحبسوه وولوا غوزك فقتل طرخون نفسه‏.‏



يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق