92
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث
ذكر ما جرى للشعبي مع الحجاج
لما انهزم أصحاب عبد الرحمن بالجماجم نادى منادي الحجاج: من لحق بقتيبة بن مسلم فهو آمن وكان قد ولاه الري وسار إليه فلحق به ناس كثير وكان منهم الشعبي فذكره الحجاج يومًا
فسأل عنه فقال له يزيد بن أبي مسلم: إنه لحق بقتيبة بالري فكتب الحجاج إلى قتيبة يأمره بإرسال الشعبي فأرسله.
قال الشعبي: فلما قدمت على الحجاج لقيت ابن أبي مسلم وكان صديقًا لي فاستشرته فقال: اعتذر مهما استطعت وأشار بمثل ذلك إخواني ونصائحي فلما دخلت على الحجاج رأيت غير ما ذكروا لي فسلمت عليه بالإمرة وقتل: أيها الأمير إن الناس قد أمروني أن أعتذر بغير ما يعلم الله أنه الحق وايم الله لا أقول في هذا المقام إلا لحق قد والله مردنا عليك وحرضنا وجهدنا فما كنا بالأقوياء الفجرة ولا بالأنقياء البررة ولقد نصرك الله علينا وأظفرك بنا فإن سطوت فبذنوبنا وما جرت إليه أيدينا وإن عفوت عنا فبحلمك وبعد فالحجة لك علينا.
فقال الحجاج: أنت والله أحب إلي قولًا ممن يدخل علينا بقطر سيفه من دمائنا قم يقول: ما فعلت ولا شهدت وقد أمنت يا شعبي كيف وجدت الناس بعدنا فقلت: أصلح الله الأمير اكتحلت بعدك السهر واستوعرت الجناب واستحلست الخوف وفقدت صالح الإخوان ولم أجد من الأمير خلفًا.
قال: انصرف ياشعبي.
فانصرفت.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق