84
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث
ذكر وفاة المغيرة بن المهلب
وفي هذه السنة مات المغيرة بن المهلب بخراسان وكان قد استخلفه أبوه المهلب على عمله بخراسان فمات في رجب سنة اثنتين وثمانين فأتى الخبر يزيد بن المهلب وأهل العسكر فلم يخبروا المهلب فأمر يزيد النساء فصرخن فقال المهلب: ما هذا فقيل: مات المغيرة.
فاسترجع وجزع حتى ظهر جزعه فلامه بعض خاصته ثم دعا يزيد ووجهه إلى مرو ووصاه بما يعمل وإن دموعه لتحدر على لحيته.
فكان المهلب مقيمًا بكش بما وراء النهر يحارب أهلها فسار يزيد في تين فارسًا ويقال سبعين فلقيهم خمسمائة من الترك في مفازة بست فقالوا: ما أنتم قالوا: تجار قالوا: فأعطونا شيئًا.
فأبى يزيد فأعطاهم مجاعة بن عبد الرحمن العتكي ثوبًا وكرابيس وقوسًا فانصرفوا ثم غدروا وعادوا إليهم فقاتلوهم فاشتد القتال بينهم ومع يزيد رجل من الخوارج كان قد أخذه فقال: استبقني فاستبقاه.
فحمل الخارجي عليهم حتى خالطهم وصار من ورائهم وقتل رجلًا ثم كر حتى خالطهم وقتل رجلًا ورجع إلى يزيد وقتل يزيد عظيمًا من عظمائهم ورمي يزيد في ساقه فاشتدت شوكتهم وصبر يزيد حتى جاوزهم فقالوا: قد غدرنا ولا ننصرف حتى نموت أو تموتوا أو تعطونا شيئًا فلم يعطهم يزيد شيئًا.
فقال مجاعة: أذكر الله قد هلك المغيرة فأنشدك الله أن تهلك فتجتمع على المهلب المصيبة.
فقال: إن المغيرة لم يعد أجله ولست أعدو أجلي.
فرمى إليهم مجاعة بعمامة صفراء فأخذوها وانصرفوا.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق