إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 28 أبريل 2016

82 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث ذكر الحرب بين الحجاج وابن الأشعث



82


الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث

ذكر الحرب بين الحجاج وابن الأشعث
 

قيل‏:‏ في المحرم من هذه السنة اقتتل عسكر الحجاج وعسكر عبد الرحمن بن الأشعث قتالًا شديدًا قتزاحفوا في المحرم عدة دفعات فلما كان ذات يوم في آخر المحرم اشتد قتالهم فانهزم أصحاب الحجاج حتى انتهوا إليه وقاتلوا على خنادقهم ثم إنهم تزاحفوا آخر يوم من المحرم فجال أصحاب الحجاج وتقوض صفهم فجثا الحجاج على ركبتيه وقال‏:‏ لله در مصعب ما كان أكرمه حين نزل به ما نزل وعزم على أنه لا يفر‏.‏

فحمل سفيان بن الأبرد الكلبي على الميمنة التي لعبد الرحمن فهزمها وانهزم أهل العراق وأقبلوا نحو الكوفة مع عبد الرحمن وقتل منهم خلق كثير منهم عقبة بن عبد الغافر الأزدي وجماعة من القراء قتلوا ربضة واحدة معه‏.‏

ولما بلغ عبد الرحمن الكوفة تبعه أهل القوة وأصحاب الخيل من أهل البصرة واجتمع من بقي في البصرة مع عبد الرحمن بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب فبايعوه فقاتل بهم الحجاج خمس ليالٍ أشد قتال رآه الناس ثم انصرف فلحق بابن الأشعث وبعه طائفة من أهل البصرة وقتل منهم طفيل بن عامر بن واثلة فقال أبوه يرثيه وهو من الصحابة‏:‏ خلى طفيل علي الهم فانشعبا وهد ذلك ركني هدةً عجبا مهما نسيت فلا أنساه إذ حدقت به الأسنة مقتولًا ومنسلبا وأخطأتني المنايا لا تكالعني حتى كبرت ولن يتركن لي نسبا وكنت بعد طفيلٍ كالذي نضبت عنه السيول وغاض الماء فانقبضا وهي أبيات عدة‏.‏

وهذه الوقعة تسمى يوم الزاوية‏.‏

فأقام الحجاج أول صفر واستعمل على البصرة الحكم بن أيوب الثقفي‏.‏

وسار عبد الرحمن إلى الكوفة وقد كان الحجاج استعمل عليها عند مسيره إلى البصرة عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عامر الحضرمي حليف بني أمية فقصده مطر بن ناجية اليربوعي فتحصن من ابن الحضرمي في القصر ووثب أهل الكوفة مع مطر فاخرج ابن الحضرمي ومن معه من أهل الشام وكانوا أربعة آلاف واستولى مطر على القصر واجتمع الناس وفرق فيهم مائتي درهم مائتي فلما وصل ابن الأشعث إلى الكوفة كان مطر بالقصر فخرج أهل الكوفة يستقبلونه ودخل الكوفة وقد سبق إليه همدان فكانوا حوله فأتى القصر فمنعه مطر بن ناجية ومعه جماعة من بني تميم فاصعد عبد الرحمن الناس في السلاليم إلى القصر فأخذوه فأتي عبد الرحمن بمطر بن ناجية فحبسه ثم أطلقه وصار معه‏.‏

فلما استقر عبد الرحمن بالكوفة اجتمع إليه الناس وقصده أهل البصرة منهم عبد الرحمن بن لعباس بن ربيعة الهاشمي بعد قتاله الحجاج بالبصرة‏.‏

وقتل الحجاج يوم الزاوية بعد الهزيمة أحد عشر ألفًا خدعهم بالأمان وأمر مناديًا فنادى‏:‏ لا أمان لفلان بن فلان فسمى رجالًا فقال العامة‏:‏ قد آمن الناس فحضروا عنده فأمر بهم فقتلوا‏.‏


يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق