138
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث
ذكر صلح خوارز مشاه وفتح خام جرد
وفي هذه السنة صالح قتيبة خوارز مشاه.
وكان سبب ذلك أن ملك خوارزم كان ضعيفاً فغلبه أخوه خرزاد على أمره وكان أصغر منه وكان إذا بلغه أن عند أحد ممن هو منقطع إلى الملك جارية أو مالاً أو دابة أو بنتاً أو أختاً أو
امرأة جميلة أرسل إليه وأخذه منه وكان لا يمتنع عليه أحد ولا الملك فإذا قيل للملك قال: لا أوى به وهو مغتاظ عليه.
فلما طال ذلك عليه كتب إلى قتيبة يدعوه إلى أرضه ليسلمها إليه واشترط عليه أن يدفع إليه أخاه وكل من يضاده ليحكم فيهم بما يرى ولم يطلع أحد من مرازبته على ذلك فأجابه قتيبة إلى ما طلب وتجهز للغزو وأظهر قتيبة أنه يريد الصغد وسار من مرو وجمع خوارز مشاه أجناده ودهاقنته فقال: إن قتيبة يريد الصغد وليس يغازيكم فهلموا نتنعم في ربيعنا هذا.
فأقبلوا على الشرب والتنعم فلم يشعروا حتى نزل قتيبة في هزار سب فقال خوارز مشاه لأصحابه: ما ترون قالوا: نرى أن نقاتله.
قال: لكني لا أرى ذلك لأنه قد عجز عنه من هو أقوى منا وأشد شوكة ولكن أصرفه بشيء أؤديه إليه.
فأجابوه إلى ذلك.
فسار خوارز مشاه فنزل بمدينة الفيل من وراء النهر وهي أحصن بلاده وقتيبة لم يعبر النهر فأرسل إليه خوارز مشاه فصالحه على عشرة آلاف رأس وعين ومتاع وعلى أن يعينه على خام جرد فقبل قتيبة ذلك.
وقيل: صالحه على مائة ألف رأس ثم بعث قتيبة أخاه عبد الرحمن إلى خام جرد وكان يغازي خوارز مشاه فقاتله فقتله عبد الرحمن وغلب على أرضه وقدم منهم بأربعة آلاف
أسير فقتلهم قتيبة وسلم قتيبة إلى خوارز مشاه أخاه ومن كان يخالفه فقتلهم ودفع أموالهم إلى قتيبة ودخل قتيبة إلى فيل فقبل بن خوارزم شاه ما صالحه عليه ثم رجع إلى هزار سب.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق