إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 28 أبريل 2016

93 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث ذكر خلع عمر بن أبي الصلت بالري وما كان منه


93

الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث

ذكر خلع عمر بن أبي الصلت بالري وما كان منه
 

لما ظفر الحجاج بابن الأشعث لحق خلق كثير من المنهزمين بعمر بن أبي الصلت وكان قد غلب على الري في تلك الفتنة فلما اجتمعوا بالري أرادوا أن يحظوا عند الحجاج بأمر يمحون عن أنفسهم عثرة الجماجم فأشاروا على عمر بخلع الحجاج وقتيبة فامتنع فوضعوا عليه أباه أبا الصلت وكان به بارًا فأشار عليه بذلك وألزمه به وقال له‏:‏ يا بني إذا سار هؤلاء تحت لوائك لا أبابي أن تقتل غدًا‏.‏ ففعل‏.‏

فلما قارب قتيبة الري بلغه الخبر فاستعد لقتاله فالتقوا واقتتلوا فغدر أصحاب عمر به وأكثرهم من تميم فانهزم ولحق بطبرستان فآواه الأصبهبذ وأكرمه وأحسن إليه‏.‏

فقال عمر لأبيه‏:‏ إنك أمرتني بخلع الحجاج وقتيبة فأطعتك وكان خلاف رأيي فلم أحمد رأيك وقد نزلنا بهذا العلج الأصبهبذ فدعني حتى أثب عليه فأقتله وأجلس على مملكته فقد علمت الأعاجم أني أشرف منه‏.‏

فقال أبوه‏:‏ ما كنت لأفعل هذا الرجل آوانا ونحن خائفون وأكرمنا وأنزلنا‏.‏

فقال عمر‏:‏ أنت أعلم وسترى‏.‏

ودخل قتيبة الري وكتب إلى الحجاج بخبر عمر وانهزامه إلى طبرستان فكتب الحجاج إلى الأصبهبذ‏:‏ أن ابعث بهم أو برؤوسهم وإلا فقد برئت منك الذمة‏.‏

فصنع لهم الأصبهبذ طعامًا وأحضرهما فقتل عمر وبعث أباه أسيرًا وقيل‏:‏ بل قتلهما وبعث برؤوسهما‏.‏

وفي هذه السنة بني الحجاج واسطًا‏.‏

وكان سبب ذلك أن الحجاج ضرب البعث على أهل الكوفة إلى خراسان وعسكر بحمام عمر وكان فتى من أهل الكوفة حديث عهد بعرش فانصرف من العسكر إلى ابنة عمه ليلًا فطرق الباب طارق ودقة دقًا شديدًا فإذا سكران من أهل الشام فقالت للرجل ابنة عمه‏:‏ لقد لقينا من هذا الشامي شرًا يفعل بنا كل ليلة ما ترى يريد المكروه وقد شكوته إلى مشيخة أصحابه‏.‏

فقال لها زوجها‏:‏ ائذني له فأذنت له فقتله زوجها فلما أذن الفجر خرج إلى العسكر وقال لابنة عمه‏:‏ إذا صليت الفجر فابعثي إلى الشاميين ليأخذوا صاحبهم فإذا أحضروك عند الحجاج فاصدقيه الخبر على وجهه‏.‏

ففعلت فأحضرت عند الحجاج فأخبرته فقال‏:‏ صدقتني‏.‏

وقال للشاميين‏:‏ خذوا صاحبكم لا قود له ولا عقل فإنه قتيل الله إلى النار‏.‏

ثم نادى مناد‏:‏ لا ينزلن أحد على أحد‏.‏

وكان الحجاج قد أنزل أهل الشام على اهل الكوفة فخرج أهل الشام فعسكروا وبعث روادًا يرتادون له منزلًا وأقبل حتى نزل موضع واسط فإذا راهب قد أقبل على حمار له فلما كان بموضع واسط بال الحمار فنزل الراهب فاحتفر ذلك البول واحتمله ورماه في دجلة والحجاج يراه‏.‏

فقال‏:‏ علي به‏.‏

فأتي به‏.‏

فقال‏:‏ ما حملك على ما صنعته قال‏:‏ نجد في الكتب أنه يبنى في هذا الموضع مسجد يعبد الله فيه ما دام في الأرض أحد يوحده‏.‏

فاختط الحجاج مدينة واسط وبنى المسجد في ذلك الموضع‏.‏



يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق