96
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث
ذكر فتح قلعة نيزك بباذغيس
في هذه السنة فتح يزيد بن المهلب قلعة نيزك وكان يزيد قد وضع على نيزك العيون فلما بلغه خروج نيزك عنها سار إليها فحاصرها فملكها وما فيها من الأموال والذخائر وكانت من أحصن القلاع زامنعها وكان نيزك إذا رآها سجد لها تعظيمًا لها وقال كعب بم معدان الأشقري يذكرها: وباذغيس التي من حل ذروتها عز الملوك فإن شا جار أو ظلما منيعة لم يكدها قبله ملك إلا إذا واجهت جيشًا له وجما تخال نيرانها من بعد منظرها بعض النجوم إذا ما ليلها عتما
نفى نيزكًا عن باذغيس ونيزك بمنزلةٍ أعيا الملوك اغتصابها محلقةٍ دون السماء كأنها غمامة صيفٍ زال عنها سحابها ولا تبلغ الأروى شماريخها العلى ولا الطير إلا نسرها وعقابها وما خوفت بالذئب ولدان أهلها ولا نبحت إلا النجوم كلابها في أبيات غيرها.
فلما فتحها كتب إلى الحجاج بالفتح - وكان يكتب له يحيى بن يعمر العدواني حليف هذيل - إنا لحقنا العدو فمنحنا الله أكتافهم فقتلنا طائفةً وأسرنا طائفةً ولحقت طائفة برؤوس الجبال وعراعر الأودية فأهضام الغيطان وأثناء الأنهار.
فقال الحجاج: من يكتب ليزيد فقيل: يحيى بن يعمر فكتب إليه بحمله على البريد.
فقدم إليه أفصح الناس.
فقال: أين ولدت قال: بالأهواز.
قال: فهذه الفصاحة من أين قال: حفظت من كلام أبي وكان فصيحًا.
قال: أخبرني هل يلحن عنبسة بن سعيد قال: نعم كثيرًا.
قال: ففلان قال: نعم.
قال: فأخبرني هل ألحن قال: نعم تلحن لحنًا خفيًا تزيد حرفًا وتنقص حرفًا وتجعل أن في موضع إن وإن في موضع أن.
قال: قد أجلتك ثلاثًا فإن وجدتك بأرض العراق قتلتك فرجع إلى خراسان.
في هذه السنة غزا عبد الله بن عبد الملك الروم ففتح المصيصة وبنى حصنها ووضع بها ثلاثمائة مقاتل من ذوي البأس ولم يكن المسلمون سكنوها قبل ذلك وبنى مسجدها.
وحج بالناس هذه السنة هشام بن إسماعيل.
وكان العمال من تقدم ذكرهم.
وفيها غزا محمد بن مروان أرمينية.
وفيها مات عبد الله بن الحارث بن نوفل الملقب ببة بعمان وكان يسكن البصرة وكان مولده على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق