3407 والاخيرة
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد السابع
من صفحة 503
تاريخ ابن خلدون
ولاية القضاء الثالثة والرابعة والخامسة بمصر:
كنت- لما أقمت عند السلطان تمر تلك الأيام التي أقمت- طال مغيبي عن مصر، وشُيعت الأخبار عني بالهلاك، فقدم للوظيفة من يقوم بها من فُضلاء المالكية، وهو جمال الدين الأقفهسي، غزير الحفظ والذكاء، عفيف النفس عن التصدي لحاجات الناس، ورع في دينه؛ فقلدوه منتصف جمادى الآخرة من السنة.
فلما رجعتُ إلى مصر، عدلُوا عن ذلك الرأي، وبدا لهم في أمري؛ فولوني في أواخر شعبان من السنة. واستمررت على الحال إلي كنت عليها من القيام بالحق، والإعراض عن الأغراض، والإنصاف من المطالب؛ ووقع الإنكازرُ عليّ مقمن لا يدين للحق، ولا يعطي النصفة من نفسه؛ فسعوا عند السلطان في ولاية شخص من المالكية يعرف بجمال الدين البساطي، بذل في ذلك لسعاة داخلوه، قطعة من ماله، ووجوها من الأغراض في قضائه. قاتل الله جميعهم؛ فخلعوا عليه أواخر رجب، سنة أربع وثمانمائة. ثم راجع السلطان بصيرته، وانتقد رأيه، ورجع إلي الوظيفة خاتم سنة أربع، فأجريت الحال على ما كان. وبقي الأمر كذلك سنة وبعض الأخرى. وأعادوا البساطي إلى ما كان، وبما كان، وعلى ما كان، وخلعوا عليه سادس ربيع الأول سنة ست وثمانمائة ، ثم أعادوني عاشر شعبان سنة سبع وثمانمائة، ثم أدالوا به مني أواخر ذي القعدة من السنة وبيد الله تصاريف الأمور.
تم بحمد الله نقل الكتاب واتمنى من الله العلى القدير ان ينفعنا بما علمنا
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق