إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 10 فبراير 2015

2813 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون الفصل الرابع البرابرة البتر الخبر عن البرابرة البتر وشعوبهم ونبدأ منهم أولا بذكر نفوسة وبطونهم وتصاريف أحوالهم الخبر عن بني فاتن من ضريسة إحدي بطون البرابرة البتر وتصاريف أحوالهم:


2813

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
  
من تاريخ العلامة ابن خلدون

الفصل الرابع

البرابرة البتر

الخبر عن البرابرة البتر وشعوبهم ونبدأ منهم

أولا بذكر نفوسة وبطونهم وتصاريف أحوالهم


الخبر عن بني فاتن من ضريسة إحدي بطون البرابرة البتر وتصاريف أحوالهم:

وهم بطون مضغرة ولماية وصدينة وكومية ومديونة ومغيلة ومطمامة وملزوزة ومكناسة ودونة، وكلهم من ولد فاتن بن ممصيت بن حريس بن زحيك بن مادغيس الأبتر، ولهم ظهور من البرابر وأخبار نسردها بطناً بطناً إلى آخرها. مطغرة: وهم من أوفر هذه الشعوب. وكانوا خصاصين آهلين. وكان جمهورهم بالمغرب منذ عهد الإسلام ونشبوا  في نشر الردة  وضروبها، وكان لهم فيها مقامات. ولما استوسق الإسلام في البربر أجازوا إلى فتح الأندلس، وأجازت منهم أمم واستقروا هنالك. ولما سرى دين الخارجية في البربر أخذ مضغرة هؤلاء برأي الصفرية، وكان شيخهم ميسرة، ويعرف بالجفير، مقدماً فيه.

ولما ولي عبيد الله بن الحبحاب على أفريقية من قبل هشام بن عبد الملك، وأمره أن يمضي إليها من مصر، فقدمها سنة أربع عشرة ومائة، واستعمل عمر بن عبد الله المرادي على طنجة والمغرب الأقصى، وابنه إسمعيل على السوس وما وراءه. واتصل أمر ولايتهم وساءت سيرتهم في البربر ونقموا عليهم أحوالهم، وما كانوا يطالبونهم به من الوصائف البربريات والأردية العسلية الألوان، وأنواع طرف المغرب، فكانوا يتغالبون في جمعهم ذلك وانتحاله. حتى كانت الصرمة من الغنم تستهلك بالذبح لاتخاذ الجلود العسلية من سخالها، ولا يوجد فيها مع ذلك إلا الواحد وما قرب منه. فكثر عيثهم بذلك في أموال البربر وجورهم عليهم، وامتعض لذلك ميسرة الحفيد زعيم مضغرة الحسن وحمل البرابرة على الفتك بعمر بن عبد الله عامل طنجة فقتلوه سنة خمس وعشرين ومائة. وولى ميسرة مكانه عبد الأعلى بن خديم الإفريقي الرومي الأصل، كان من موالي العرب وأهل خارجيتهم، وكان يرى رأي الصفرية فولاه ميسرة على طنجة، وتقدم إلى السوس فقتله عامله إسمعيل بن عبد الله، واضطرم المغرب ناراً. وانتقض أمره على خلفاء المشرق فلم يراجع طاعتهم بعد.

وزحف ابن الحبحاب إليه من القيروان في العساكر وعلى مقدمته خالد بن أبي حبيب الفهري، فلقيهم ميسرة في جموع البرابرة، فهزم المقدمة واستلحمهم وقتل خالد. وتسامع البربر بالأندلس بهذا الخبر فثاروا بعاملهم عقبة بن الحجاج السلولي وعزلوه، وولوا عبد الملك بن قطن الفهري، وبلغ الخبر بذلك إلى هشام بن عبد الملك فسرح كلثوم بن عياض المري في إثني عشر ألفاً من جنود الشام، وولاه على أفريقية وأدال به من عبيد الله بن الحبحاب.





يتبع 
 يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق