إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 8 فبراير 2015

2798 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من البداية - 227 القسم الأولى المجلد السادس من تاريخ العلامة ابن خلدون ذوي حسان عرب السوس:


2798

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
  
من البداية - 227

القسم الأولى

المجلد السادس

من تاريخ العلامة ابن خلدون


ذوي حسان عرب السوس:

وأمّا بنو مختار بن محمد فهم كما قدّمناه: ذوي حسان والشبانات والرقيطات. ومنهم أيضأ الجياهنة وأولاد أبورية، وكانت مواطنهم بنواحي ملوية إلى مصبه في البحر مع إخوانهم ذوي منصور وعبيد الله إلى أن استصرخهم علي بن يدر الزكندري صاحب السوس من بعد الموحدين. ونسبه بزعمه في عرب الفتح. وكانت بينه وبين كزولة الظواعن ببسائط السوس. وجبالة فتنة طويلة استصرخ لها بني مختار هؤلاء فصارخوه وارتحلوا إليه بظعونهم، وحمدوا مواطن السوس لعدم المزاحم من الظواعن فيها فأوطنوها. وصارت مجالاتهم بقفرها وغلبوا كزولة وأصاروهم في جملتهم، ومن ظعونهم وكلبوا على القصور التي بتلك المواطن في سوس ونول. ووضعوا عليها الأتاوات مثل تارودانت من سوس، وهي ضفة وادي سوس حيث يهبط من الجبل، وبين مصبه ومصب وادي ماسة حيث الرباط المشهور مرحلة إلى القبلة.

ومن هناك إلى زوايا أولاد بني نعمان مرحلة أخرى في القبلة على سائر البحر، وتواصت على وادي نول حيث يدفع من جبل نكيسة غرباً، وبينها وبين إيفري مرحلة، والعرب لا يغلبونها وإنما يغلبون على البسائط في نواحيها. وكانت هذه المواطن لعهد الموحدين من جملة ممالكهم وأوسع عمالاتهم. فلما انقرض أمر الموحدين حجبت عن ظل الدولة وخرجت عن إيالة السلطان إلا ما كان بها لبني يدر هؤلاء الذين قدمنا ذكرهم. وكان علي بن يدر مالكاً لقصورها، وكان له من الجند نحو ألف فارس، وولّي من بعده عبد الرحمن بن الحسن بن يدر، وبعده أخوه علي بن الحسن.

وكان لعبد الرحمن معهم حروب وفتن بعد استظهاره بهم، وهزموه مرّات متتابعة أعوام خمس وسبعمائة وما بعده، وغدر هو بمشيختهم وقتلهم بتارودانت سنة ثمان وسبعمـائة من بعد ذلك. وكان لبني مرين على هؤلاء المعقل بالسوس وقائع وأيام، وظهر يعقوب بن عبد الحق ببني مرين في بعضها الشبانات على بني حسان. واستلحم منهم عدداً، وحاصرهم يوسف بن يعقوب بعدها فأمسكوها وأغرمهم ثمانية عشر



 ألفاً، وأثخن فيهم يوسف بن يعقوب ثانية سنة ست وثمانين وسبعمائة وحاربتهم جيوشه أيضاً أياماً لحق بهم بنوكمي من بني عبد الواد، وخالفوا على السلطان فترددت إليهم العساكر واتصلت الحروب كما نذكر في أخباره.

(ولما استفحل) أمر زناتة بالمغرب. وملك أبو علي ابن السلطان أبي سعيد سجلماسة واقتطعها عن ملك أبيه بصلح وقع على ذلك انضوى إليه هؤلاء الأعراب أهل السوس من الشبانات وبني حسان، ورغبوه في ملك هذه القصور فأغزاها من تخوم وطنه بدرعة ودخل القرى عنوة. وفرعلي بن الحسن وأمه إلى جبال نكيسة عند صنهاجة ثم رجع. ثم غلب  السلطان أبو الحسن واستولى على المغرب كله. ورغبه العرب في مثلها من قصور السوس فبعث معهم عساكره، وقائده حسون بن إبراهيم بن عيسى من بني يرنيان فملكها، وجبى بلاد السوس وأقطع فيه للحرب، وساسهم في الجباية فاستقامت حاله مدّة. 

ثم انقرض أمر السلطان أبي الحسن فانقرض ذلك، ورجع السوس إلى حاله وهو اليوم ضاح من ظل الدولة، والعرب يقتسمون جبايته ورعاياه من قبائل المصامدة وصنهاجة قبائل الجباية. والظواعن منهم يقتسمونهم خولاً للعسكرة مثل كزولة مع بني حسّان وزكرز ولخس من لمطة مع الشبانات هذه حالهم لهذا العهد. ورياسة ذوي حسان في أولاد أبي الخليل بن عمربن عفيربن حسن بن موسى بن حامد بن سعيد بن حسان بن مختار لمخلوف بن أبي بكربن سليمان بن الحسن بن زيان بن الخليل ولأخواته. ولا أدري رياسة الشبانات لمن هي منهم، إلا أنهم حرب لبني حسان آخر الأيام. والرقيطات في غالب أحوالهم أحلاف للشبانات وهم أقرب إلى بلاد المصامدة وجبال درن وذوي حسان أبعد في القفر، والله تعالى يخلق ما يشاء لا إله إلا هو.

  


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق