إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 8 فبراير 2015

2788 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من البداية - 227 القسم الأولى المجلد السادس من تاريخ العلامة ابن خلدون الخبر عن زغبة وبطونهم من هلال بن عامرمن هذه الطبقة الرابعة:


2788

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
  
من البداية - 227

القسم الأولى

المجلد السادس

من تاريخ العلامة ابن خلدون


الخبر عن زغبة وبطونهم من هلال بن عامرمن هذه الطبقة الرابعة:

هذه القبيلة إخوة رياح. ذكر ابن الكلبي: إن زغبة ورياحاً أبناء أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر، هكذا نسبهم، وهم لهذا العهد مما يزعمون أن عبد الله يجمعهم، بكسر دال عبد، ولم يذكر ابن الكلبي ذلك، وذكر عبد الله في ولد هلال، فلعل انتسابهم إليه بما كفلهم واشتهر دونهم، وكثيراً ما يقع مثل هذا في أنساب العرب أعني انتساب الأبناء لعمهم أوكافلهم والله أعلم.

وكانت لهم عزة وكثرة عند دخولهم أفريقية، وتغلبوا على نواحي طرابلس وقابس، وقتلوا سعيد بن خزرون من ملوك مغراوة بطرابلس. ولم يزالوا بتلك الحال إلى أن غلب الموحدون على أفريقية، وثار بها ابن غانية، وتحيزت إليه أفاريق هلال بن رياح وجشم، فنزعت زغبة إلى الموحدين، انحرفوا عن ابن غانية فرعوا لهم حق نزوعهم، وصاروا يداً واحدة مع بني يادين من زناتة في حماية المغرب الى الأوسط من ابن غانية وأتباعه واتصلت مجالاتهم ما بين المسيلة وقبلة تلمسان في القفار، وملك بنو بادين وزناتة عليهم التلول. (ولما ملكت زناتة) بلاد المغرب الأوسط ونزلوا بأمصاره، دخل زغبة هؤلاء التلول وتغلبوا فيها ووضعوا الأتاوة على الكثير من أهلها بما جمعهم وزناتة من البداوة وعصبية الحلف، وخلا قفرهم من ظعونهم وحاميتهم فطرقته عرب المعقل المجاورون لهم من جانب المغرب، وغلبوا على من وجدوا من مخلف زغبة هؤلاء بتلك القفار، وجعلوا عليهم خفارة يأخذونها من إبلهم، ويختارون عليهم البكرات منها.

وأنفوا بذلك وتآمروا وتعاقدوا على دفع هذه الهضمة، وتولى كبرها من بطونهم ثوابة بن جوثة من سديد كما نذكره بعد فدفعوهم عن أوطانهم من ذلك القفر. ثم استفحلت دولة زناتة وكفحوا العرب عن وطىء تلولهم لما انتشأ عنهم من العيث والفساد فرجعوا إلى صحرائهم، وملكت الدولة عليهم التلول والحبوب، واستصعبت الميرة وهزل الكراع، وتلاشت أحوالهم وضربت عليهم البعوث وأعطوا الأتاوة والصدقة حتى إذا فشل ريح زناتة وداخل الهرم دولتهم، وانتزى الخوارج من قرابة الملك بالقاصية



 وجدوا السبيل بالفتن إلى طروق التلول، ثم إلى الغلب فيها، ثم غالبوا زناتة عليها فغلبوهم في أكثر الأحايين وأقطعتهم الدولة الكثير من نواحي المغرب الأوسط وأمصاره في سبيل الاستظهار بهم، تمشت ظعونهم فيه وملكوه من كل جانب كما نذكره. وبطون زغبة هؤلاء يتعددون من يزيد وحصين ومالك وعامر وعروة، وقد اقتسموا بلاد المغرب الأوسط كما نذكر في أخبارهم.



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق