إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 2 فبراير 2014

52 المقارنة بين .. الإسلام والنصرانية واليهودية .. والاختيار بينهم



52

المقارنة بين .. الإسلام والنصرانية واليهودية .. والاختيار بينهم


وليكن أول ما نبدأ به مما يدعوا إليه الكتاب المقدس للنصرانية:

1- تأليه البشر، حيث تزعم النصرانية التقاء الطبيعة الإلهية مع الطبيعة البشرية.

ولقد أشرنا في نقطة سابقة بالأدلة الدامغة إلى بطلان مثل ذلك المعتقد وغيره، ولكن نُضيف في هذه النقطة ما يزيد ما قد أوضحناه في السابق بيانًا وتأكيدًا، وذلك على النحو الآتي:
إن الإنسان إذا لم يُحسن استغلاله لعقله بأنه يتجه الاتجاه الأمثل وينتهج المنهج القويم في التفكير والاعتقاد، فإنه ينجرف تجاه أفكار خاطئة، ومعتقدات أخرى لا ترقى بأن يقبلها العقل السليم السوي، كأفكار الإغريق والرومان، وعُباد الأوثان، وأصحاب الاعتقاد بتعدد الآلهة، .. .إلى غير ذلك.
فإذا ما نسب الإنسان إلى الله تعالى الولد كأحد أقانيمه، كما تزعم النصرانية، فإنه بذلك يكون قد انتقص إلهه وخالقه.

فالله سبحانه وتعالى هو الإله الخالق، الذي لم يَلِد أحدًا، ولم يُولد من أحد، أوجدنا من العدم سبحانه وتعالى.
وإذا ما أردنا أن ننسب إليه سبحانه وتعالى واحدة من الصفتين الآتيتين:
أ- أنه سبحانه وتعالى يصيب دائمًا، أو ب- أنه سبحانه يصيب ويخطئ، فأي من الصفتين نختار ونقبل؟
بالتأكيد: نختار ما يليق بعظمته، وهو ما فُطِر العقل السويّ والنفس الزكية عليه، وهو أنه سبحانه يصيب دائمًا، بل إنه جلّ وعلا لا يقوم إلا بالأصوب والأصلح.
إذن فلن ننسب إليه سبحانه وتعالى الخطأ، أو أيّ صفة تقوم مقام تلك الصفة الذميمة أو غيرها مما شابهها، كالندم أو البكاء، أو ما شابههما، فلا يجوز لنا ذلك.
ونوضح أن مثل هاتين الصفتين المشار إليها (الندم والبكاء)، لا يجوز نسبهما إلى الله عز وجل، وذلك على النحو الآتي:
فالبكاء يكون إما فرحًا أو ندمًا أو أسفًا وحزنًا.
وبما أن الله تعالى خلق الجنّة والنار، وجعل لكل منهما نوعًا من خلقه، بأن جعل الجنّة دارًا لعباده المؤمنين الطائعين، وأن جعل النار مثوى الكافرين والعاصين، إذن فهو سبحانه وتعالى يفرح فرحًا يليق بجلالته وعظمته، وذلك بعباده المؤمنين الطائعين، وأيضًا فإنه سبحانه وتعالى يغضب غضبًا يليق بجلالته وعظمته على من كفر به وعصاه، مع التنويه إلى:
أنه لا يجوز لنا أن ننسب إلى الله سبحانه وتعالى من الصفات إلا ما أقرّته الشريعة الإسلامية، بعيدًا عما تمليه علينا أهواءنا وعقولنا المتباينة المختلفة.
وإذا ما كان علينا أن ننسب إلى الله سبحانه وتعالى، الإله الخالق، إحدى الصفتين الآتيتين:
أ- القوة والعظمة مع الرأفة والرحمة أو ب- الضعف والهوان أو ما شابه ذلك مع أيضًا الرأفة والرحمة، فإنه لا يجوز لنا أن ننسب إليه سبحانه وتعالى إلى ما يليق بجلالته وعظمته، ولا يكون ذلك إلا باختيار الصفة أ- القوة والعظمة مع الرأفة والرحمة، وهذا هو ما يتوافق مع الفطرة النقية والعقل السليم.
وإذا ما عدنا إلى صفات الأسف والحزن والبكاء التي تنسبها كلا من اليهودية والنصرانية إلى الله تعالى، فإننا نجد فيها (تلك الصفات) الإيحاء بالضعف والهوان، والانتقاص من صفتي القوة والعظمة اللائقتين بذات الله تعالى، الإله الخالق.
وقياسًا على ذلك: فإنه مع رحمة الله تعالى، الإله الخالق بعباده، إلا أنه يجب أن يكون قويًا عزيزًا غالبًا على أمره، وألا تكون هذه الرحمة مصحوبة بذُلّ أو انكسار.
ولذا: فإن الله عز وجل لا يليق بذاته العليّة أن يفعل ما فيه ذُلّ وانكسار وهوان أو ما شابه ذلك في أي حال من الأحوال.
فلا يمكن لعقل سويّ أن يتصوّر أنه إذا ما أراد الله عز وجلّ أن يرحم عبده آدم ويغفر له، أن عليه (جل وعلا) أن ينشئ من ذاته إلهًا آخرًا ذات طبيعة بشرية ليُهان ويُصلب، ويُسبّ ويُقتل، تكفيرًا لخطايا أحد عبيده ومخلوقاته آدم، لا سيما أنه عز وجل وحده الذي يملك الصفح والغفران، فلا يمكن للفطر النقيّة والنفوس الزكيّة أن تقبل أيًّا من ذلك الهراء.
وإذا ما نظرنا إلى المأكل والمشرب والملبس .. إلى غير ذلك مما يحتاج إليه الإنسان كأحد ضروريات حياته المخلوقة وأحد مقوماتها (كغيره من كثير من المخلوقات)، فإن مثل تلك الضروريات لا يمكن أن تنطبق على الله جل وعلا، وهو الإله الخالق، ولا يجوز لنا أن ننسبها إليه سبحانه وتعالى، لأنه عز وجل هو من خلق مثل تلك الأشياء، بما فيها الإنسان نفسه.
فالله تعالى خلق الإنسان وجعل له حيّزًا يشغله ومكانًا يحتاج إليه، وخلق له زمانًا ينتهي فيه أجله، حيث خلق سبحانه وتعالى الأرض ليعيش الإنسان عليها مع غيره من كثير من المخلوقات، وخلق له زمانًا ينتهي فيه عمره من خلال دوران الأرض حول محورها ودورانها حول الشمس، فيتعاقب الليل والنهار، وينشأ اليوم إثر اليوم، فالإسبوع، فالشهر، فالسنة.
فالله سبحانه وتعالى هو خالق المكان والزمان، ولذا:
فإنه سبحانه وتعالى لا يحيط به مكان أو زمان، فهو جل وعلا الأول قبل كل شيء، والآخر بعد فناء كل شيء.
وكذلك الحال: فإنه كما أوضحنا، فإن المأكل والمشرب والملبس .. وغير ذلك من ضروريات الحياة المخلوقة للإنسان المخلوق، حيث إن (الإنسان) إذا لم يأكل ولم يشرب ولم يلبس ... فإن يضعف ويمرض وينتهي ويموت، لأنه مخلوق، ولكن الله تعالى هو الإله الخالق، الحيّ الذي لا يموت، الذي ليس كمثله شيء، الذي لا يمكن أن يحتاج إلى مثل تلك الأشياء التي تحتاجها مخلوقاته.
وأيضًا، فإن الإنسان إذا ما أكل وشرب، فإنه لابد له من عملية إخراج لفضلات ذلك الطعام والشراب، ومعلوم نجاسة وقذارة مثل تلك الفضلات، فالإنسان إذا لم يقم بعملية الإخراج فإن السموم تنتشر في جسده، فيمرض ومن ثم ينتهي ويموت.
ولكن الله تعالى، هو الإله الخالق، الحيّ الذي لا يموت، ولذلك فهو سبحانه وتعالى المُنزّه عن مثل تلك الأشياء التي يحتاج إليها الإنسان، وعن مثل ذلك الخبث الناتج جرّاء فضلات ما قد احتاج إليه من طعام وشراب.
وأيضًا، فإن الإنسان قد جُبل على حاجته لإشباع غريزته الجنسية، والتي تتساوى معه في ذلك كثير من المخلوقات، بما فيها الحيوانات وغيرها، ومن ثم فإن الإنسان يحتاج إلى الزوجة لإشباع غريزته الفطرية من خلالها، ومن ثم فإنه ينتج عن ذلك وجود النسل والذريّة، حيث احتياجه (الإنسان) إليهما كونس، وسند له  في حياته وعند كِبَره وقرب انتهاء أجله، وأيضًا لتوريث ماله وممتلكاته، فذريته هي من ترث ذلك بعد موته، فالإنسان كونه مخلوق، فلابد له من الفناء والموت.
ولكن الله تعالى هو الإله الخالق، الحي الذي لا يموت، المُنزّه عن صفات المخلوقين (بما فيها الإنسان)، وعن كل ما يحتاجون إليه من احتياجات ضروريات ومقومات في حياتهم المحدثة المنشئة لهم.
فالله سبحانه وتعالى هو الخالق من عدم، فلا يحتاج إلى من يؤنسه أو يعينه أو يسانده، وهو جل وعلا الحيّ الذي لا يموت، فلا يضيع أو يفنى ملكه.
وما أشرنا إليه هو ما تقبله الفطر السويّة والنفوس الزكيّة والعقول الرشيدة، التي فُظِرت من الإله الخالق سبحانه وتعالى على تعظيمه وتمجيده، وتنزيهه عن كل ما ينسب إليه من صفات النقص والعيب والذمّ.
ومن ثم فإنه يتبيّن لنا فساد ذلك المعتقد القائم على تأليه البشر (كالمسيح وغيره) الذين قد أوضحنا جانبًا من ضعفهم وحاجتهم، وغير ذلك مما لا يليق بالذات الإلهيه، بزعم التقاء الطبيعة الإلهية مع الطبيعة البشرية.
تعالى الله عز وجل عن مثل ما تزعمه النصرانية وغيرها علوًا كبيرًا




يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق