إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 27 فبراير 2014

17 اليهود وخرافاتهم حول أنبيائهم والقدس





17


اليهود وخرافاتهم حول أنبيائهم والقدس

وقد ضيق بعض العلماء دائرة البحث في التفسير، كما فعل ابن القيم في (أقسام القرآن)، وأبو عبيدة في (مجازات
القرآن)، وأبو جعفر النحاس في (الناسخ والمنسوخ من القرآن).
وقد اغتر كثير من الناس بالإسرائيليات وظنوها صحيحة، وهي نقول التفسير عن بني إسرائيل وكتبهم كما ذكرنا،
وأكثر منها الُقصاص والإخباريون وبعض المفسرين كما يقول ابن خلدون 39 . وخرجوا عن دائرة الجواز التي حددها
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري بقوله: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي
متعمدًا ليتبوأ مقعده من النار) 40 ، وبقوله عليه السلام: (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، و(قولوا آمنا بالله
وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون
فإ ْ ن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإ ْ ن توّلوا فإنما هم في من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون
. صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون) 41 شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم
والإسرائيليات كما يقول ابن كثير ثلاثة أقسام:

أحدهما: ما علمت صحته مما بين أيدينا مما يشهد له بالصدق، فهو صحيح.
ثانيهما: ما علمنا كذبه مما عندنا مما يخالفه، ويتعارض مع القرآن والسنة الصحيحة ومنطق المعقول.
ثالثها: ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل فلا نؤمن به ولا نكذبه، وغالب ذلك لا فائدة
. فيه 42

وهذا الذي يراه ابن كثير صحيح، إلا أنه لا بد أن نتعرض للمسكوت عنه الذي اتخذه اليهود في أيامنا هذه، وبنوا
عليهم عقيدتهم الزائفة، وروجوا لها، لا سيما ما يتعّلق بزعمهم المفتري بالقدس وبالهيكل، واستغلال إيمان المسلمين
بأنبياء بني إسرائيل في تمرير الخزعبلات عنهم، والتشويهات لحياتهم، والأغلوطات حول إسرائيل في تمرير رسالاتهم،
إذ أصبح من الضروري كشف الحقائق التي لا زالت تقول بها الإذاعات والفضائيات العربية، وتزخرا كتب
المؤلفين من العرب، متخذين التوراة وهذه الخرافات والأقاويل أساسًا لبيان تاريخي مفترى مزعوم انطلى عليهم، إذ
لم يتصد المسلمون لدحض هذا الأساس المزيف المغلوط. وقد تعددت التفسيرات المنحولة المدخولة المسماة
الإسرائيليات وسأكتفي بالتعرض لبعضها، لأ ّ ن غرضي أن أوضح المنحول الذي ُأدخل في التفسير لأصل إلى الحديث
عن الإسرائيليات المتعلقة بالمسجد الأقصى والقدس ومزاعم اليهود حولهما، وحول تاريخهم المزور في فلسطين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

39 - ابن خلدون، المقدمة.
40 - رواه البخاري في باب (ما ذكر عن بني إسرائيل).
.138 - 41 - البقرة/ 136
42 - إسرائيل شاحاك، التاريخ اليهودي. الديانة اليهودية، وطأة ثلاثة آلاف سنة/ 58 ترجمة صالح علي سوداح 1995 م



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق