27
اليهود وخرافاتهم حول أنبيائهم والقدس
فخرج إليها بجنوده تحمله الرياح، فدخلها وقتل ملكها، وأخذ بنتًا له تس ? مى (جرادة) من أحسن
الناس وجهًا فاصطفاها لنفسه، وكانت تبكي على أبيها أبدًا، فأمر سليمان فمثل لها صورة أبيها،
فكستها بمثل كسوته، وكانت تذهب إلى هذه الصورة بكرًة مع جواريها يسجدون لها، فأخبر آصف
سليمان بذلك، فكسر سليمان الصورة وعاقب المرأة. وخرج وحده إلى خلاء وفرش الرماد وجلس
عليه تائبًا، وكانت له أم ولد اسمها (أمينة) إذا دخل للطهارة أو لإصابة امرأة وضع خاتمه عندها،
وكان ?ملك سليمان في خاتمه، فوضعه عندها يومًا، فأتاها الشيطان صاحب البحر في صورة سليمان،
فقال: يا أمينة خاتمي، فتختم به وجلس على كرسي سليمان، فأتى إليه الطير والجن والإنس، وتغيرت
هيئة سليمان فأتى أمينة يطلب الخاتم فأنكرته وطردته، فعرف أ ّ ن الخطيئة أدركته، فكان يدور على
البيوت يتكّفف، وإذا قال أنا سليمان حثوا عليه التراب وس?بوه. ثم أخذ يخدم ال ? سماكين ينقل لهم
السمك فيعطوه كلَّ يوم سمكتين. فمكث على هذه الحال أربعين يومًا عدد ما ? عِبد الوثن في بيته،
فأنكر آصف وعظماء بني إسرائيل حكم الشيطان، وسأل آصف نساء سليمان، فُقْل ? ن: ما يد ? ع امرأة
في دمها ولا يغتسل من جنابة، ثم طار الشيطان وقذف الخاتم في البحر فوقع في فم سمكة، ووقعت
السمكة في يد سليمان، فبقر بطنها وأخرج الخاتم فتختم به، وسجد شكرًا، ورجع إليه ?مْل ُ كه، وأخذ
الشيطان وأدخله في صخرة وألقاه في البحر. وفي رواية أ?نه احتجب عن الناس ثلاثة أيام فسلب الملك
. وجلس الشيطان على كرسيه عقوبة له 76
ثانيًا: هذه الرواية باطلة:
1- لأ ّ ن الذي رواها في تاريخ الطبري وتفسيره المشهور هو (وهب بن منبه) وراويها في تفسير ابن
كثير (قتادة) وكلاهما معروف برواية الأخبار الباطلة عن بني إسرائيل.
2- لأ ّ ن الشيطان لا يتش?به بالأنبياء وإلا تم ّ كن من تلبيس رسالات الرسل والكذب على ألسنة الأنبياء
وتضليل الناس. ويذهب حينئذ معنى النبوة وغاية الرسالة ولا يبقى أ ? ي فائدة من إرسال الرسل
واختيار الأنبياء، ولاختلطت الهداية بالضلالة والحق بالباطل.
3- لأ ّ ن الرواية تثبت اعتداء الشيطان على نساء سليمان بالزنا وهذا لا يجوز في حق الرسل
وعصمتهم، والأنكى من ذلك أ ْ ن يزني ? ? ن وهن ? ح?يض.
4- في الرواية إذلال للنبي سليمان إذلا ً لا يترك معه التبليغ والحكم بالرسالة وهذا مما يتنافى مع النبوة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.34/ 249 . ابن كثير، تفسير القرآن العظيم 4 / 76 - الطبري، تاريخ الأمم والملوك 1
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق