45
المقارنة بين .. الإسلام والنصرانية واليهودية .. والاختيار بينهم
حادي عشر: ومن التناقض الكبير الذي تقع فيه النصرانية إضافة إلى تعدد أناجيلها مع تناقضها واختلافها، والتي قد تم اختيارها لموافقتها ادّعاءاتها:
أننا نجد أنه إذا ما تم اعتماد أيًّا من الأناجيل الأخرى كإنجيل بطرس، والذي يقول بعدم موت المسيح على الصليب لتَغَيَّر شكل المسيحية عن ما هي عليه الآن، لتناقض ما يقوله إنجيل بطرس مع ما تعتقده النصرانية اليوم.
وكإنجيل توماس، الذي يوضح أن اعتقاد النصرانية بصلب المسيح وموته وقيامته من الموت، لم يكن مقطوعًا به في القرن الثالث والرابع، مما يوضح أن فهم النصرانية التي عليه الآن، إنما هو فهم متطور، إذ لو كان ذلك الاعتقاد (الذي عليه النصرانية الآن من تأليه للمسيح، واعتقاد بصلبه وقتله ثم قيامته) هو ما جاء به المسيح، لما حدثت مثل تلك التناقضات والتضاربات في أصل ذلك المعتقد الذي تؤمن به النصرانية.
وفي فلسطين نجد آثارًا لأناجيل أخرى مكتشفة، تقول بأن المسيح قد وُلِد مجرّد إنسان، وهو ما يناقض ألوهية المسيح الذي تزعمه النصرانية، والذي قد تقرّر (ذلك المعتقد الذي عليه النصرانية الآن) في مؤتمر نيقية سنة 325 م بأمر من الامبراطور قسطنطين.
إلى غير ذلك من التناقضات والاختلافات التي تقع فيها النصرانية.
ونختم هذه الجزئية بتساؤل مهم، قد يَرِد في أذهان البعض، وهو:
لماذا لا يكون الإله بتلك الطبيعة التي تعتقدها النصرانية من أنه عبارة عن ثلاثة أقانيم، كالتالي: الإله الآب، والإله الابن، والروح القدس، الذي تزعم النصرانية أنه إله أيضًا، ولكنهم جميعًا إله واحد، وأن الإله الآب قد ضحّى بابنه الإله تكفيرًا لذنوب وخطايا البشر؟
لماذا لا يكون ذلك ممكنًا؟ وهل يُعجز الإله ذلك؟
بداية: نوضح، أننا قد أشرنا إلى إجابة ذلك التساؤل في كتاب: (الإله الخالق ما بين تعظيم المسلمين وافتراءات النصارى والكاذبين وإنكار الملحدين)، وبطرق مختلفة.
وللإجابة هنا في هذه المرة، يُفضل أن تكون الإجابة مختصرة، وأن تكون أيضًا عقلانية، (مثلما كانت الإجابات السابقة)، وهي إجابة جاري ميلر – (أحد المبشرين الكاثوليكيين سابقًا)، مع تصرف بسيط للتوضيح.
وهذه الإجابة هي على النحو الآتي: أن الناس يقعون في خطأ منطقي عندما يقولون أن الله يجوز في حقه أن يفعل أي شيء، فذلك غير صحيح، لماذا؟
لأن الله تعالى لا يجوز في حقه أن يفعل كل شيء، إلا إذا اعتقدنا أنه يقوم بأفعال غبيّة، فهل يفعل الله الحماقات؟! هل يفعل أفعال الضعفاء؟!
هل يفعل التفاهات التي لا يمكن أن يعقلها أو يتقبلها إنسان سوي العقل والفطرة؟!
فالإنسان قد فُطر على تعظيم إلهه وخالقه، وتنزيهه عن فعل أي من تلك الأشياء.
فالله تعالى يفعل الأفعال الإلهية، التي تليق بألوهيتة.
وإذا ما قال قائل أن المسيح إنسان وإله في نفس الوقت، يكون التساؤل الطبيعي له.
هل كان بالإمكان قتله (المسيح) أم لا؟ هل هو عرضة للموت أم أنه مُخلَّد؟
فالإنسان عُرضة للموت والقتل، وأمّا الله تعالى فإنه مُخلّد، لا يمكن موته أو قتله، ومن ثم فإنه لا يمكن الجمع بين الاثنين معًا.
وأيضًا، فإن الإنسان محدود، لا يعرف كل شيء، وأمّا الله سبحانه وتعالى فإنه يعلم كل شيء.
والمسيح الذي تدّعي النصرانية ألوهيته، كان يأكل ويشرب، ومن ثم فهو يقوم بوسيلة الإخراج، وكان قد اختتن في اليوم الثامن، ورضع من ثدي أمه .... إلى غير ذلك من الأفعال البشرية، وقد بُصق في وجهه، وأُهين وصُلب ثم قتل (حسبما تدّعي النصرانية)، وذلك كله مُحال أن تقبله الفطر السوية والنفوس الزكية والعقول الرشيدة في الإله الخالق سبحانه وتعالى.
لذلك: فإننا نستنتج مما أشرنا إليه برهانًا قاطعًا على التناقض العظيم في معتقد النصرانية، ومن ثم بطلانه.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق