467
تاريخ الدولة العلية العثمانية
للأستاذ فريد بك المحامي
الانس والسرور بهذه البشارة ما لاتقدر الالسن ان تصف مقداره ولا يتسع له مجال الاشارة وتأيد فيكم حسن انظاري وظهرت ثمرات افكاري وتحققت انكم الآن بعون الله الكريم لا تزالون عن هذا الطريق القويم ولا تزالون في تأييد مالكم من المجد القديم وقد شاع حديث نصرتكم بين الاهل والديار وسارت الركبان بمحاسن هذه الاخبار كما نقلته صحائف الوقائع إلى جميع الاقطار فانشرحت صدور اهلكم واخوانكم وفرحت بكم جميع اهل بلدانكم وابتسمت ثغور اوطانكم وافتخرت باحاديث شجعانكم وارتاحت ارواح الشهداء من اقرانكم والمأمول في الطاف الله العلية وبركات السلطنة السنية ثم في حميتكم الملية وغيرتكم الوطنية ان يزول حال الاختلال عن قرب وينتهي امر القتال والحرب ويطيع الجميع ويسهل كل صعب منيع وتعودوا لوطننا العزيز ظافرين بالنصر والتعزيز وقد قرب حصول الامل ونجاح العمل ومضى الاكثر وبقي الاقل والحرب للرجل العسكري والبطل الجريء سوق عظيم وموسم كريم تشتري فيه غوالي المعالي باعالي الغوالي وتنال فيه منازل الاكارم في ظلال السيوف الصوارم ويدرك الفخر الصادق بمرامي المدافع والبنادق وقد علمتم ان الشجاعة وان كانت تبلغ الامال لا تقصر الآجال كما ان الجبن وان كان يورث العار لا يؤخر الاعمار وانما هي آجال محدودة وانفاس معدودة لا تقبل التغير ولا التقديم والتأخير والشجاعة صبر ساعة ثم ينكشف الغبار وتسفر الاخبار ويتناقل حديث الشجعان ويخلد في تواريخ الزمان فدوموا على ابداء الاجتهاد وقوموا باداء حقوق الجهاد واثبتوا على الشجاعة والاقدام وثبات القلوب والاقدام وانجزوا بمعونة الله تمام هذا المرام وكما جودتم براعة المطلع فاحسنوا براعة الختام ا ه
ولم يكن اهتمام الدولة العلية ورجالها باقل من اهتمام الجنود المصرية المظفرة فبعد ان وجهت اليها الجيوش ارسلت اليها مندوبا ساميا للمفاوضة مع الثائرين اسمه كريدلي محمد باشا لمعرفته احوال البلاد لكن لم ينجح في ماموريته لما كان بينه وبين اعيان الجزيرة من الشحناء بسبب ولايته السابقة على تلك الجزيرة
ثم في 6 شوال سنة 1283 11 فبراير سنة 1867 استقال محمد رشدي باشا
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق