461
تاريخ الدولة العلية العثمانية
للأستاذ فريد بك المحامي
البرنس بضم جميع هذه الاوقاف إلى جانب الحكومة وهي تقوم بدفع مبلغ معين لنفقات الكنائس الداخلية والاعمال الخيرية الاهلية فقط ولا تدفع شيئا للاديرة الخارجية وعضده مجلس النواب وعموم الاهالي في هذا المشروع لكن عارضه فيه بطريرق الاستانة وجميع الرهبان وتداخلت الدول والباب العالي فعضده فريق وعارضه اخر واخيرا لما رأى الامير ان الاقدام اضمن لنجاح مشروعه اصدر امرا ساميا في سنة 1863 بمصادرة املاك الاوقاف باجمعها وخوفا من اعتراض الباب العالي عرض عليه في 30 ربيع الاول سنة 1280 14 سبتمبر سنة 1863 دفع مبلغ اربعة وثمانين مليون قرش إلى بطريرق الاستانة تكون فائدته السنوية بمثابة تعويض عما كان يخص الاديرة الخارجية من ايراد الاوقاف بشرط ان هاته الاديرة تقدم حسابا عن الاوجه التي صرفت فيها هذه الفائدة وان تخصص حكومة رومانيا مبلغ عشرة ملايين قرش يبنى بها في الاستانة مستشفى ومدرسة لجميع المسيحيين ايا كان مذهبهم فلم يقبل البطريق ذلك وبعد مداولات طويلة وتبادل مخاطبات سياسية كثيرة اقترح الباب العالي على حكومة رومانيا ان تبلغ التعويض إلى مائة وخمسين مليون قرش فقبلت لكن اصر القسوس على ابائهم ولم يعبأ الامير بهذا الاباء بل جد في طريق الاصلاح وعرض على مجلس الامة امر مصادرة الاوقاف فصدق عليه في 12 ربيع الثاني سنة 1280 26 دسمبر 1863 ثم في 17 الحجة سنة 1280 24 مايو سنة 1864 قرر هذا المجلس ان يكون تعيين القسوس على اختلاف درجاتهم بمعرفة حكومة الامارة وشكل لمعاقبتهم لو وقعت منهم امور مغايرة للقوانين الدينية مجلسا دينيا سينود واناط محاكمتهم في الامور الدنيوية بمجلس التمييز الاعلى
وبذلك استقل الاكليروس في رومانيا استقلالا تاما ولم يبق لبطريرق الاستانة اقل سيطرة عليه وايد الباب العالي هذه التغييرات واعترف ضمنا بأن لحكومة رومانيا الحق في تغيير نظاماتها وقوانينها الداخلية بدون استشارة الباب مسبقا واعتمادا على ذلك ادخل البرنس عدة اصلاحات مهمة تباعا فحور قانون الانتخابات بكيفية خولت حق الانتخاب لكثير من الاهالي لم يكن هذا الحق ممنوحا لهم من قبل وجعل
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق