431
تاريخ الدولة العلية العثمانية
للأستاذ فريد بك المحامي
فلم يقبلها فريدريك غليوم بل الح على فرنسوا جوزيف برفضها لكن لم يصغ هذا الاخير لالحاحه بل صدق عليها نهائيا في 11 ربيع اول سنة 1271 2 دسمبر سنة 1854 واعلن البرنس غورتشاكوف الذي خلف المسيو مياندورف في سفارة الروسيا بمدينة ويانه انه إن لم تقبل الروسيا الصلح قبل ختام السنة وتتعهد للدول الاربع بطلباتها وهي
اولا عدم استئثار الروسيا بحماية مسيحي الدولة العلية وحماية ولايتي الافلاق والبغدان
ثانيا حرية الملاحة لجميع الدول في نهر الطونه
ثالثا تعديل المعاهدات المختصة بالمرور في بوغازات الاستانة وخصوصا معاهدة سنة 1841
رابعا وضع قاعدة جديدة لتوازن القوى في البحر الاسود فتكون هذه المعاهدة الثلاثية الجديدة نافذة المفعول
فاظهر البرنس غورتشاكوف ارتياحه لاجابة هذه الطلبات غير انه اعتذر بعدم وجود تعليمات لديه تبيح له التصديق عليها وطلب مهلة قليلة لتبليغ صورة هذه الطلبات لدولته وطلب تعليمات جديدة منها ثم في 28 دسمبر اجتمع سفراء انكلترا وفرنسا والروسيا والنمسا عند وزير خارجية ويانه وقرروا اعطاءه المهلة المطلوبة وبذلك انتهت هذه السنة والآمال متجهة نحو الوصول إلى صلح عمومي يكون وراءه حقن دماء العباد واستمرت الاستعدادات حول سباستوبول وداخلها مدة الشتاء وفي 29 جمادى الاولى سنة 1271 الموافق 17 فبراير سنة 1855 هاجم الروس العثمانيين ومن كان معهم من الجنود المصرية التي ارسلت من مصر للمساعدة وقت الحرب طبقا للفرمانات في مدينة اوباثويا فردهم عمر باشا القائد العثماني على اعقابهم بعد ان قتل منهم عددا عظيما وقتل في هذا اليوم سليم باشا الشهير بابي طربوش قائد الفرقة المصرية ومما جعل لهذه الواقعة تأثيرا شديدا على الامبراطور نقولا ان الجيوش الاوروبية لم تساعد العثمانيين فيها بل كان النصر بمجرد فضل الجيوش الاسلامية التي كثيرا ما فازت على الروس وغيرهم بالغلبة ويقال ان ما
اصاب الامبراطور الروسي من الكدر عقب هذه الكسرة كان من اكبر دواعي المرض الذي اصابه في 10 جماد الثاني الموافق 28 فبراير من السنة المذكورة فلم يمهله الا ثلاث ليال والحقه برمسه في صبيحة 12 جمادى الثاني الموافق 2 مارس عن تسع وخمسين سنة بعد ان حكم الروسيا وملحقاتها ثلاثين سنة وخلفه على سرير الملك ابنه اسكندر الثاني
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق