إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 15 أكتوبر 2016

418 تاريخ الدولة العلية العثمانية للأستاذ فريد بك المحامي



418

تاريخ الدولة العلية العثمانية

للأستاذ فريد بك المحامي


للمخابرة في مسألة الاماكن المقدسة ظاهرا وفي الحقيقة لم يكن القصد من ارساله الا ايجاد اسباب الشقاق للتوصل إلى اعلان الحرب بحجة مقبولة لدى الدول كما سيظهر ذلك فيما بعد فسافر هذا السفير من عاصمة الروسيا في اول جمادى الاولى سنة 1269 10 فبراير سنة 1853 مارا باقاليم الروسيا الجنوبية قاصدا دار الخلافة العظمى واخذ يراقب تجمع الجيوش بقرب التخوم العثمانية ويستعرضها باحتفال زائد لزيادة الايهام والتأثير على افكار رجال الدولة وعظمائها
وفي اثناء ذلك عمل القيصر نيقولا على سبر افكار السير هاملتن سيمور سفير انكلترا لدى حكومته مظهرا له ضرورة اتحاد دولتي الروسيا وانكلترا معا على اضعاف نفوذ فرنسا في الشرق واخذ الاحتياطات لتجزئة بلاد الدول العلية حيث صار من المستحيل على زعمهم شفاء هذا المريض يعني بذلك دولتنا العثمانية المحفوظة وخوفا من تشتت تركته بعد وفاته عرض عليه انه يتساهل مع انكلترا لو ساعدته على نفاذ مشروعه في اعطائها القطر المصري وجزيرة كريد فلم يجبه السفير الانكليزي جوابا شافيا بل بالعكس اجاب القيصر ان الاولى معالجة هذا المريض وتعهده بالعناية حتى ينقه من مرضه ويعود لسابق قوته لانه لو مات حصلت حروب تهدر فيها الدماء انهارا عند تقسيم تركته ولم يكن ذلك من الدولة الانكليزية حبا بتقوية الدولة العلية او شغفا ببقائها بل خوفا من امتداد الروسيا في الشرق واحتلالها الاستانة فتشارك انكلترا في ملك البحار الذي انفردت هي به
ومن جهة اخرى خابر نابليون الثالث حكومة الملكة فكتوريا بشأن الاتحاد مع الباب العالي لتنفيذ العهود السابقة المختصة بالاماكن المقدسة حتى لا ينتشر نفوذ الروسيا بين رعايا الدولة العلية الارثوذكس الذين ربما بلغ عددهم احد عشر مليونا من النفوس لا سيما وان حماية الروسيا على اورشليم وما جاورها مما يجعل انكلترا في وجل على اقرب طرقها لمستعمراتها الهندية وهي طريق مصر فاقتنعت

يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق