189
تاريخ الدولة العلية العثمانية
للأستاذ فريد بك المحامي
12 السلطان الغازي مرادخان الثالث وضع الحماية على بولونيا
ذكرت بولونيا ضمن الاقاليم التي للدولة حق السيادة عليها ومما يؤيد ان مملكة بولونيا كانت تحت حمايتها استنجاد باتوري بها ضد اغارات التتار على حدوده الشرقية وتعهد الباب العالي بحمايتها بمعاهدة رسمية تاريخها 30 يوليو سنة 1577
وكانت علاقات هذا السلطان مع فرانسا حسنة جدا وكذلك مع جمهورية البندقية فجدد لهما الامتيازات القنصلية والتجارية مع زيادة بعض بنود في صالحهما اهمها ان يكون سفير فرنسا مقدما على كافة سفراء الدول الاخرى في المقابلات والاحتفالات الرسمية حيث كثر توارد السفراء على بابه العالي للسعي في ابرام معاهدات تجارية تكون ذريعة في المستقبل للتدخل الفعلي وفي ايامه تحصلت ايزابلا ملكة الانكليز على امتياز خصوصي لتجار بلادها وهي ان مراكبها تحمل العلم الانكليزي وكان لا يجوز لها ذلك قبلا بل كانت السفن على اختلاف اجناسها ما عدا سفن البندقية لا تدخل إلى موانئ الدولة العلية الا تحت ظل العلم الفرنساوي ليس الا كما قضت بذلك العهود التي ابرمت مع السلطان سليمان وابنه السلطان سليم الثاني وتجددت في اوائل حكم هذا السلطان
وفي سنة 1578 حصلت فتنة داخلية في مملكة مراكش بالمغرب الاقصى ونازع زعيمها السلطان في الملك وحصلت بينهما عدة وقائع مهمة واخيرا استنجد سلطانها بالعثمانيين واستعان مدعي الملك بالبرتغاليين فاوعزت الدولة او بالحري محمد باشا صقللي لوالي طرابلس بانجاد سلطانها الشرعي فاسرع بمساعدته والتقى الترك والبرتغال بالقرب من محل يقال له القصر الكبير وكان يوما مشهودا دارت فيه الدائرة على البرتغال وقتل فيه رئيس الثائرين المستنجد بهم وبعد تمام النصر واعادة الامن والسكينة إلى ربوع مراكش عادت الجيوش العثمانية حاملة ما اغدق عليها من الهدايا وبذلك دخلت مملكة مراكش ضمن دائرة نفوذ الدولة وصار شمال افريقيا باجمعه تابعا لها تماما او خاضعا لنفوذها ولم يبق لها في عصرنا هذا الا ولاية طرابلس والسيادة الاسمية على مصر واستولت فرانسا على تونس
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
____________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق