187
تاريخ الدولة العلية العثمانية
للأستاذ فريد بك المحامي
11 السلطان الغازي سليم خان الثاني
وذلك مما لايجعل عند المطالع اقل ريبة او شك في ان المسالة الشرقية مسالة دينية لا سياسية كما ادعاه ويدعيه الاوروبيون ويغتر به السذج الغير المطلعين
ولما وصل خبر هذه الحادثة إلى الاستانة هاج المسلمون على المسيحيين وهموا بقتل المرسلين الكاتوليك لولا تدارك الوزير محمد باشا صقللي الامر بان حجز هؤلاء المرسلين تحت الحفظ حتى تعود السكينة إلى ربوعها وقد اخرجهم بناء على الحاح سفير فرنسا ولم تقعد هذه الحادثة المشؤمة همه هذا الوزير بل انتهز فرصة الشتاء وعدم امكان استمرار الحرب لتشييد دونانمة اخرى وبذل النفس والنفيس في تجهيزها وتسليحها حتى إذا اقبل صيف سنة 1572 كان قد تم استعداد 250 سفينة جديدة وفي هذه السنة لم تحصل وقائع بحرية مهمة لوقوع الشقاق بين القبودان البندقي والقبودان الاسبانيولي حتى ان جمهورية البندقية سعت في التقرب إلى الدولة العلية فعرضت عليها الصلح واستمرت بينهم المخابرات مدة وفي 3 ذي القعدة سنة 980 7 مارس سنة 1573 تم الصلح على ان تتنازل البندقية للدولة عن جزيرة قبرص وان تدفع لها غرامة حربية قدرها 300 الف دوكا
اما من جهة اسبانيا فقد قصد دون جوان مدينة تونس في اواخر سنة 1572 واحتلها بدون مقاومة لارتحال من كان بها من العثمانيين عند قدوم السفن الاسبانيولية وتحققهم من أن الدفاع لا يجدي نفعا لقلة عددهم بالنسبة للاسبانيول فاحتلها دون جوان واعاد اليها سلطانها مولاي حسن الذي التجأ اليهم عند احتلال العثمانيين لبلاده لكن لم يلبث الا نحو 8 اشهر لاسترجاعها ثانية إلى املاك الدولة بمعرفة سنان باشا في اغسطس سنة 1575 وفي جهة بلاد البغدان انتصر العثمانيون بعد موقعة هائلة اهرقت فيها الدماء كالسيول المنهمرة في 9 يونيو سنة 1574 على الامير ايوونيا الذي تمرد على الدولة طلبا للاستقلال وصلب جزاء عصيانه وعبرة لغيره
وفي 27 شعبان سنة 982 12 دسمبر سنة 1574 توفي السلطان سليم الثاني وعمره اثنين وخمسون سنة قمرية ومدة حكمه ثماني سنين و 5 اشهر وتوفي عن ستة اولاد وهم مراد ومحمد وسليمان ومصطفى وجهانكير وعبد الله وثلاث بنات تولى بعده ابنه السلطان مراد الثالث
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
____________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق