91
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الاول
يوم ذي علق
وهو يوم التقى فيه بنو عامر بن صعصعة وبنو أسد بذي علق فاقتتلوا قتالًا عظيمًا.
قتل في المعركة ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب العمري أبو لبيد الشاعر وانهزمت عامر فتبعهم خالد بن نضلة الأسدي وابنه حبيب والحارث ابن خالد بن المضلل وأمعنوا في الطلب فلم يشعروا إلا وقد خرج عليهم أبو براء عامر بن مالك من وراء ظهورهم في نفر من أصحابه فقال لخالد: يا أبا معقل إن شئت أجزتنا وأجزناك حتى نحمل جرحانا وندفن قتلانا.
قال: قد فعلت.
فتواقفوا.
فقال له أبو براء: عل علمت ما فعل ربيعة قال: نعم تركته قتيلًا.
قال: ومن قتله قال: ضربته أنا وأجهز عليه صامت بن الأفقم.
فلما سمع أبو براء بقتل ربيعة حمل على خالد هو ومن معه فمانعهم خالد وصاحباه وأخذوا سلاح حبيب بن خالد ولحقهم بنو أسد فمنعوا أصحابهم وحموهم فقال الجميح: سائل معدًّا عن الفوارس لا أوفوا بجيرانهم ولا سلموا يسعى بهم قرزلٌ ويستمع ال ناس إليهم وتخفق اللّمم ركضًا وقد غادروا ربيعة في الأثآر لّما تقارب النّسم في صدره صعدةٌ ويخلجه بالرمح حرّان باسلًا أضم قرزل فرس الطفيل والد عامر بن الطفيل.
وقال لبيد من قصيدة يذكر أباه: ولا من ربيع المقترين رزئته بذي علقٍ فاقني حياءك واصبري قال أبو عبيدة: غزت عامر بن صعصعة غطفان ومع بني عامر يومئذ عامر بن الطفيل شابًا لم يرئس بعد فبلغوا وادي الرقم وبه بنو مرة بن عوف بن سعد ومعهم قوم من أشجع بن ذئب بن غطفان وناس من فزارة ابن ذبيان فنذروا ببني عامر وهجمت عليهم بنو عامر بالرقم وهو وادٍ بقرب تضرع فالتقوا فاقتتلوا قتالًا شديدًا فأقبل عامر بن الطفيل فرأى امرأةً من فزارة فسألها.
فقالت: أنا أسماء بنت نوفل الفزاري.
وقيل: كانت أسماء بنت حصن بن حذيفة.
فبينا عامر يسألها خرج عليه المنهزمون من قومه وبنو مرة في أعقابهم.
فلما رأى ذلك عامر ألقى درعه إلى أسماء وولى منهزمًا فأدتها إليه بعد ذلك وتبعتهم مرة وعليهم سنان بن حارثة بن أبي حارثة المري وجعل الأشجعيون يذبحون كل من أسروه من بني عامر لوقعة كانت أوقعتها بهم بنو عامر فذلك البطن من بني أشجع يسمون بني مذبح فذبحوا سبعين رجلًا منهم فقال عامر بن الطفيل يذكر غطفان ويعرض بأسماء: قد ساءت أسماء وهي خفيّة لضحائها أطردت أم لم أطرد فلأبغيّنكم القنا وعوارضًا ولأقبلنّ الخيل لابة ضرغد ولأبرزنّ بمالك وبمالك وأخي المرورات الذي لم يسند في أبيات عدة.
فلما بلغ شعره غطفان هجاه منهم جماعة وكان نابغة بني ذبيان حينئذ غائبًا عند ملوك غسان قد هرب من النعمان.
فلما آمنه النعمان وعاد سأل قومه عما هجوا به عامر بن الطفيل فأنشدوه ما قالوا فيه وما قال فيهم فقال: لقد أفحشتم وليس مثل عامر يهجى بمثل هذا ثم قال يخطئ عامرًا في ذكره امرأة من عقائلهم: فإن يك عامرٌ قد قال جهلًا فإنّ مطيّة الجهل الشباب فإنّك سوف تحلم أو تباهي إذا ما شبت أو شاب الغراب فكن كأبيك أو كأبي براءٍ توافقك الحكومة والصواب فلا تذهب بحلمك طامياتٌ من الخيلاء ليس لهنّ باب إلى آخرها.
فلما سمعها عامر قال: ما هجيت قبلها.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق