إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 6 أبريل 2016

19 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الاول ذكر من ملك من قومه بعد الإسكندر


19

الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الاول

ذكر من ملك من قومه بعد الإسكندر
 

لما مات الإسكندر عُرض الملك على ابنه الإسكندروس فأبى واختار العبادة فملكت اليونان فيما قيل بطلميوس بن لاغوس وكان ملكه ثمانيًا وثلاثين سنة ثمّ ملك بعده بطلميوس فيلوذفوس وكان ملكه أربعين سنة ثمّ ملك بعده بطلميوس أوراغاطس أربعًا وعشرين سنة ثمّ ملك بعده بطلميوس فيلافطر إحدى وعشرين سنة ثمّ ملك بعده بطلميوش افيفانس اثنتين وعشرين سنة ثمّ ملك بعده بطلميوس الاخشندر إحدى عشرة سنة ثمّ ملك بعده بطلميوس الذي اختفى عن ملكه ثماني سنين ثمّ ملكت بعده قالو بطرى سبع عشرة سنة وكانت من الحكماء وهؤلاء كلّهم من اليونان وكلّ من كان بعد الإسكندر كان يدعى بطلميوس كما كانت تدعى ملوك الفرس أكاسرة وملوك الروم قياصرة‏.‏

وقد ذكر بعض العلماء أنّ بطلميوس صاحب المجسطي وغيره من الكتب لم يكن من هؤلاء الملوك وإنّما كان أيّام ملوك الروم على ما نذكره إن شاء الله تعالى‏.‏

ثمّ ملك الشام فيما بعد قالوبطرى ملوك الروم فكان أوّل من ملك منهم جايوس يولوس خمس سنين ثمّ ملك بعده أغسطوس ستًّا وخسمين سنة فلمّا مضى من ملكه اثنتان وأربعون سنة

ذكر أخبار ملوك الفرس بعد الإسكندر

وهم ملوك الطوائف لما مات الإسكندر ملك بلاد الفرس بعده ملوك الطوائف وقد تقدّم ذكر السبب في تمليكهم وقيل‏:‏ كان السبب في ذلك أنّ الإسكندر لما ملك بلاد الفرس ووصل إلى ما أراد كتب إلى أرسطاطاليس الحكيم‏:‏ إنّي قد وترت جميع من في بلاد المشرق وقد خشيت أن يتّفقوا بعدي على قصد بلادنا وإيذاء قومنا وقد هممتُ أن أقتل أولاد من قتلت من الملوك وألحقهم بآبائهم فما ترى‏.‏

فكتب إليه‏:‏ إنّك إن قتلت أبناء الملوك أفضى الملك إلى السفل والأنذال والسّفل إذا ملكوا قذروا وإذا قدروا طغوا وبغوا وظلموا وما يخشى من معرّتهم أكثر والرأي أن تجمع أبناء الملوك فتملّك كلّ واحد منهم بلدًا واحدًا وكورة واحدة فإنّ كلّ واحد منهم يقوم في وجه الآخر يمنعه عن بلوغ غرضه خوفًا على ما بيده فتتولّد العداوة بينهم فيشتغل بعضهم ببعض فلا يتفرّغون إلى من بعد عنهم‏.‏

فعندها قسّم الإسكندر بلاد المشرق على ملوك الطوائف ونقل عن بلدانهم النجوم والحكمة وكان أرسطاطاليس من أفضل الحكماء وأعلمهم وكان الإسكندر يصدر عن رأيه وأخذ الحكمة عن أفلاطون تلميذ سقراط وسقراط تلميذ أوسيلاوس في الطبيعيات دون غيرها ومعناه رأس السباع وكان أوسيلاوس تلميذ انكساغورس إلاّ أن أرسطاطاليس خالف أستاذه في عدّة مسائل فلمّا قيل له في ذلك قال‏:‏ أفلاطون صديق والحقّ صديق إلاّ أنّ الحقّ أولى بالصداقة منه‏.‏

وقد اختلف العلماء في الملك الذي كان بسواد العراق بعد الإسكندر وعدد ملوك الطوائف الذين ملكوا إقليم بابل فقال هشام بن الكلبيّ وغيره‏:‏ ملك بعد الإسكندر بلاقس سلبقس ثمّ أنطيخس وهو الذي بنى مدينة أنطاكية وكان في أيدي هؤلاء الملوك سواد الكوفة أربعًا وخمسين سنة وكانوا يتطرّقون الجبال وناحية الأهواز وفارس‏.‏

ذكر ملك أشك بن أشكان ثمّ خرج رجل يقال له أشك وهو من ولد دارا الأكبر وكان مولده ومنشأه بالريّ فجمع جمعًا كبيرًا وسار يريد أنطيخس وزحف رليه أنطيخس والتقيا ببلاد الموصل فقتل أنطيخس وملك أشك السواد وصار بيده من الموصل إلى الريّ أصبهان وعظّمته سائر ملوك الطوائف لسنّه وشرفه وفعله وبدأوا به كتبهم وسمّوه ملكًا من غير أن يعزل أحدًا منهم ثمّ ملك بعده ابنه سابور بن أشك‏.‏

ذكر ملك جوذرز ثم ملك بعد سابور جودرز بن أشكان وهو الذي غزا بني إسرائيل في المرّة الثانية‏.‏

وسبب تسليط اللّه إيّاه عليهم قتلهم يحيى بن زكريّاء فأكثر القتل فيهم فلم يعد لهم جماعة كجماعتهم الأولى ورفع الله منهم النبوة ونزل بهم الذّلّ وقيل‏:‏ إنّ الذي غزا بني إسرائيل طيطوس بن اسفيانوس ملك الروم فقتلهم وسباهم وخرّب بيت المقدس وقد كانت الروم غزت بلاد فارس يطلبون ثأر أنطيخس وملك بابل حينئذٍ بلاش أبو أردوان الذي قتله أردشير بن بابك فكتب بلاش إلى ملوك الطوائف يعلمهم ما أجمعت عليه الروم من غزو بلادهم وما حشدوا وجمعوا وأنّه إن عجز عنهم ظفروا بهم جميعًا‏.‏

فوجّه كلّ ملك من ملوك الطوائف إلى بلاش من الرجال والسلاح والمال بقدر قوّته فاجتمع عنده أربعمائة ألف رجل فولّى عليهم صاحب الحضر وكان له ما بين السواد والجزيرة فلقي الروم وقتل ملكهم واستباح عسكرهم وذلك الذي هيّج الروم على بناء القسطنطينيّة ونقل الملك من رومية إليها وكان الذي أنشأها قسطنطين الملك وهو أوّل من تنصّر من ملوك الرّوم وأجلى من بقي من بني إسرائيل عن فلسطين والشام لقتلهم عيسى بزعمهم وأخذ الخشبة التي يزعمون أنّهم صلبوا المسيح عليها فظّمها الروم وأدخلوها خزائنهم وهي عندهم إلى اليوم ولم يزل مُلك فارس متفرّقًا حتى ملك أردشير بن بابك ولم يبيّن هشام مدّة ملكهم‏.‏

وقال غيره من أهل العلم بأخبار فارس‏:‏ ملك بلادهم بعد الإسكندر ملوك من غير الفرس كانوا يطيعون كلّ من ملك بلاد الجبل وهم الأشغانيّون الذين يُدعون ملوك الطوائف وكان ملكهم مائتي سنة وقيل‏:‏ كان ملكهم ثلاثمائة وأربعين سنة ملك من هذه السنين أشك بن أشكان عشرين سنة ثمّ ابنه سابور ستين سنة وفي إحدى وأربعين سنة من ملكه ظهر المسيح عيسى بن مريم عليه السلام وإنّ تيطوس بن اسفيانوس ملك رومية غزا بيت المقدس بعد ارتفاع المسيح بنحو من أربعين سنة فملك المدينة وقتل وسبى وأخرب المدينة ثمّ ملك جودرز بن أشغانان الأكبر عشر سنين ثمّ ملك بيرن الأشغانيّ اربعين سنة ثم ملك هرمز الأشغاني سبع عشرة سنة ثمّ ملك أردوان الأشغانيّ اثنتين وعشرين سنة ثمّ ملك كسرى الأشغانيّ أربعين سنة ثمّ ملك بلاش الأشغاني أربعًا وعشرين سنة ثمّ ملك أردوان الأصغر ثلاث عشرة سنة ثمّ ملك أردشير بن بابك‏.‏وقال بعضهم‏:‏ ملك بلاد الفرس بعد الإسكندر ملوك الطوائف الذين فرّق الإسكندر المملكة بينهم وتفرّد بكلّ ناحية من ملك عليها من حين ملّكه عليها ما خلا السواد فإنّّ كان أربعًا وخسمين سنة بعد هلاك الإسكندر في يد الروم وكان في ملوك الطوائف رجل من نسل الملوك قد ملك الجبال وأصبهان ثمّ غلب ولده بعد ذلك على السواد وكانوا ملوكًا عليها وعلى الماهات والجبال وأصبهان كالرئيس على سائر ملوك الطوائف لأنّ العادة جرت بتقديمه وتقديم ولده ولذلك قُصد لذكرهم في كتب سير الملوك فاقتصرنا على ذكرهم دون غيرهم فكانت مدة ملوك الطوائف مائتّي سنة وستين سنة وقيل‏:‏ ثلاثمائة وأربعًا وأربعين سنة وقيل‏:‏ خمسمائة وثلاثًا وعشرين سنة والله أعلم‏.‏

فمن الملوك الذين ملكوا الجبال ثم تهيأت بعد أولادهم الغلبة على السواد أشك بن جزه وهو من ولد إسفنديار بن بشتاسب في قول وبعض الفرس زعم أنّ أشك بن دارا قال بعضهم‏:‏ أشك بن أشكان الكبير هو من ولد كيكاووس وكان ملكه عشرين سنة ثمّ ملك بعده أشك ابنه إحدى وعشرين سنة ثمّ ملك ابنه سابور ثلاثين سنة ثمّ ملك ابنه جودرز عشر سنين ثمّ ملك ابنه بيرن إحدى وعشرين سنة ثم ملك ابنه جودرز الأصغر تسع عشرة سنة ثم ابنه نرسي أربعين سنة ثم هرمز بن بلاش بن أشكان سبع عشرة سنة ثمّ أردوان الأكبر بن أشكان اثنتي عشرة سنة ثمّ كسرى ابن أشكان أربعين سنة ثم أردوان الأصغر بن بلاش ثلاث عشرة سنة وكان أعظم ملوك الأشكانيّة وأظهرهم وأعزّهم قهرًا للملوك ثمّ ملك أردشير بن بابك وجمع مملكة الفرس على ما نذكره إن شاء الله‏.‏

وقد عدّ بعضهم في أسماء الملوك غير ما ذكرنا لا حاجة إلى إلى الإطالة بذكره وقد ذكرنا بعض ما قيل عند ملك أردشير بن بابك‏.‏


يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق