إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

94 فتوح الشام ( للواقدي )


94

فتوح الشام ( للواقدي )


قال الواقدي‏:‏ لما تحصنت الروم في الضيعة قال سعيد بن زيد‏:‏ هذه طائفة قد أراد الله هلاكها فدوروا بهم وحاصروا في كل مكان ولا تدعوا أحدًا يطلع رأسه إلى أن تلحق بكم المسلمون ويأتي إليكم أمر من الأمير أبي عبيدة ثم أقبل إلى رجل من عظماء المسلمين وقال له‏:‏ اخلفني في قومي حتى أنظر رأي الأمير أبي عبيدة ومن معه ثم أخذ معه زهاء من عشرين فارسًا من أصحابه وسار حتى لحق بجيش المسلمين فلما نظر إليه الأمير أبو عبيدة ومن معه قال‏:‏ يا سعيد أين رجالك وما صنعت بهم قال‏:‏ أبشر أيها الأمير فإن المسلمين في خير وسلامة وقد حاصروا أعداء الله في ضيعة في هذا الجبل ثم أخبره بالقصة عن أولها إلى آخرها‏.‏

فقال أبو عبيدة‏:‏ الحمد لله الذي هزمهم عن أوطانهم وجعلهم أشتاتًا ثم أقبل أبو عبيدة على سعيد بن زيد وعلى ضرار بن الأزور وقال لهما‏:‏ ما هذه المخالفة رحمكم الله ألم آمركم بالإقامة على أبواب المدينة والمشاغلة للقوم فما الذي ردكم إلي وقد أرعبتم قلبي وقلب من كان معي وظننت أن أهل المدينة كادوكم وهو الذي منعنا أن نتبع المنهزمين‏.‏

فقال سعيد بن زيد‏:‏ أيها الأمير والله ما عصيت لك أمرًا ولا خالفتك في قول وإني قد وقفت حيث أمرتني إذ رأينا دخانًا قد علا قتامه ولاح لنا بيانه فقلنا‏:‏ والله ما هذه إلا داهية من دواهي الروم أو نفير قد استدعانا به المسلمون فأسرعنا نحوك فعندها نادى الأمير أبو عبيدة في المسلمين معاشر الناس‏:‏ أيكم أوقد نارًا أو دخن دخانًا في هذا الجبل فليجب الأمير أبا عبيدة‏.‏

قال سهل بن الصباح‏:‏ فلما سمعت النداء أجبت المنادي وأتيت الأمير أبا عبيدة‏.‏

فقال‏:‏ ما الذي جرأك على ذلك فقصصت عليه قصتي‏.‏

فقال أبو عبيدة‏:‏ لقد وفقك الله تعالى إلى الجنة فإياك بعدها أن تحدث حديثًا من غير إذن أميرك‏.‏

قال الواقدي‏:‏ فبينما الأمير كذلك يحدث سهل بن صباح وإذا برجل من المسلمين منحدر من الجبل وهو ينادي‏:‏ النفير النفير يا أمة البشير النذير أدركوا إخوانكم المسلمين فقد أحاط بهم الروم وهم في أشد ما يكون من القتال وإنه قد دنا البطريق من المسلمين ونادى بأصحابه ورجاله وقال‏:‏ يا عباد المسيح إليكم هذه الشرذمة اليسيرة والعصابة الحقيرة التي قد أحاطت بكم فاقتلوهم وادخلوا المدينة فإنكم إن قتلتم القوم كسرتم بذلك حدة العرب وانصرفوا عنكم‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق