إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 11 يوليو 2014

346 فتوح الشام ( للواقدي )


346

فتوح الشام ( للواقدي )


قال‏:‏ فأول من دخل من المسرب خالد رضي الله عنه وتبعه عامر بن الأحوص وحذيفة بن ثابت وعمران بن بشر وتمام المائة رضي الله عنهم وما منهم إلا من تسرب ودخل ومن كان جسيمًا لا يقدر على الدخول رجع وهو متأسف على الشهادة فحصل في المدينة ثمانون رجلًا ولم يصحبهم إلا من دخل من المسرب‏.‏

ثم إن واحدًا من الذين تأخروا عالج في حجر فقلعه فاتسع المكان ودخلوا بأجمعهم وأدركوا أصحابهم وقد توسطوا المدينة وارتخت بها الأصوات واستيقظ الراقد وارتعد القاعد‏.‏

وقصد خالد مطلع السور ومنع الناس من النزول وأخذتهم الأحجار وأرسل خالد عشرة من أصحابه إلى الباب فكسروا الأقفال وفتحوا الباب وكان عياض قد ركب وأيقظ الناس وقد تهيأ للحرب فلما كبر خالد ومن معه بادر عياض ومن معه إلى الباب فوجده مفتوحًا فدخلوا وأقبل أهل المدينة يهربون إلى السور والليل قد غسق والظلام اتسق والقتام قد أطبق فما بقي أحد يقوم من مرقده إلا والسيف قد رمى رأسه عن جسمه وهذا خرج من عند أولاده والسيف قد قطع في فؤاده وخالد ومن معه يكبرون وقد تقطعت بأهل آمد الأسباب وأحاط بهم العذاب‏.‏

قال‏:‏ ولم تزل الأبطال تبطح وتطرح وصدور المسلمين تشرح ولنحور الكفرة تذبح والعوائق تقطع والشجعان للرؤوس تقرع والصوارم تقطع والأنوف تجدع وقلب الذليل يفزع والجبان يجزع والعيون تدمع والصائح لا يسمع ولا شافع يشفع ولا مانع يمنع ولا دافع يدفع ولا قلب يخشع حتى إذا ولى الليل ونزع والصباح عول على أن يطلع وخالد يصيح صياح السميذع حتى انطوى الليل بمطارف الدجى عند انتشار رايات الضيا فنظر أهل البلد إلى ما حل بهم ونزل عليهم‏.‏

فأقبلوا إلى دار الإمارة يطلبون الملكة مريم فلم يجدوها‏.‏

قال وكان السبب في ذلك أنها سمعت بأن الصحابة قد حصلوا على المدينة فعلمت أنها لا خرج من أيديهم فأخفت نفسها ومن معها ونزلت في سرب في دار الإمارة وأخذت ما تقدر على حمله وخرجت من ذيل الجبل وطلب بلاد الروم‏.‏

قال الواقدي‏:‏ فلما علم أهل المدينة أن ملكتهم هربت نادوا الغوث الغوث فرفعوا عنهم السيف وجمعهم الأمير إليه فاجتمعوا في ميدان المدينة‏.‏

فقال لهم عياض‏:‏ أما بعد‏:‏ فإن الله تعالى قد نصرنا عليكم وصبرنا وظفرنا بكم ولولا أن الله جعل نبينا نبي الرحمة وأسكنها قلوب المؤمنين لأبدناكم بالسيف عن آخركم ولكن قد أمرنا ربنا في كتابه بكظم الغيظ والعفو فقال الله تعالى‏:‏ ‏{‏والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 134‏]‏‏.‏ ثم نظر فيهم فمن أسلم ومن لم يسلم ضرب الجزية عليه من عامه‏.

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق