إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 11 يوليو 2014

334 فتوح الشام ( للواقدي )


334

فتوح الشام ( للواقدي )



قال ولما دخل الليل قاموا يذكرون الله وينظرون إلى تلك الصور المصورة وصفة القيامة والصراط والجنة والنار‏.‏

فقال عاصم بن رواحة لسعيد بن زيد‏:‏ الهرب إلى دين رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في الإيمان‏.‏

قال‏:‏ نعم ويقرب إلى مقام إبراهيم إذا كان يوم القيامة يوم الحسرة والندامة وعصفت رياح الطاقة وحشرت الخلق والورى وبرزت الجحيم لمن يرى وصفت صفوف العالمين وحييت جوانب المتقين الموقنين ونشرت رايات الصادقين ورفعت أعلام المحققين ونصبت منابر الأنبياء والمرسلين وتصدرت مراتب الصديقين وفرحت أرواح الموحدين وضاقت أرواح الكافرين وزهقت نفوس المشركين وقيل بعدًا للقوم الظالمين وذلت الملوك والجبابرة وطأطأت رؤوس الأكاسرة والقياصرة واستبشرت الأبرار ويئست الفخار وناد مناد الملك الجبار‏:‏ ‏{‏لمن الملك اليوم لله الواحد القهار‏}‏ ‏[‏غافر‏:‏ 16‏]‏‏.‏ ألم نحذركم دار البوار‏.‏

ألم يأتكم الإنذار ألم تسمعوا ما أنزل على السيد المختار‏.‏

‏{‏قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار‏}‏ ‏[‏إبراهيم‏:‏ 30‏]‏‏.‏ ‏{‏هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين‏}‏ ‏[‏المرسلات‏:‏ 38‏]‏‏.‏ هذا يوم العرض هذا يوم الجزاء هذا يوم الراجفة هذا يوم الآزفة هذا يوم الفصل هذا يوم العدل فإذا غص الموقف بأهله وقدم كل ذي جهل بجهله وعضت الأنامل أسفًا وطارت القلوب لهفًا ونادى المنادي يا معاشر المجرمين‏:‏ امتازوا فإن المتقين قد فازوا أما سمعتم في الكتاب المكنون ‏{‏وامتازوا اليوم أيها المجرمون‏}‏ ‏[‏يس‏:‏ 59‏]‏‏.‏

فبينما هو قد كظمهم العطش ولحقهم الدهش وعظم الأرق واشتد القلق وسال العرف ونادى المنادي وهم يسمعون‏.‏

قفوهم إنهم مسؤولون قفوهم حتى يروا هيبتي ومملكتي قفوهم حتى يشاهدوا سلطاني وعظمتي قفوهم حتى يعرضوا علي قفوهم حتى أناقشهم الحساب أين من عصى وأجرم أين من طغى وظلم أنا الجبار الأعظم لا أرحم من لا يرحم أين أمة نوح أين من كان يغدو في البطالة ويروح أين أمة هود أين آل ثمود أين أمة التظليل أين أمة شعيب أين أهل الشرك والشك والريب أين أمة التوحيد أين أهل الصلاة والتمجيد أين أهل القرآن أين أمة راكب البراق أين أمة طاهر الأخلاق هلموا للعرض والحساب فقد تجلى رب الأرباب لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب والمصطفى صلى الله عليه وسلم شي كبكبة حشمته وموكب زينته على رأسه تاج الرضا مكتوب عليه بقلم الإمضا ‏{‏ولسوف يعطيك ربك فترضى‏}‏ ‏[‏الضحى‏:‏ 5‏]‏‏.‏ وبيده لواء الحمد وبين يديه جنائب السعد وعن يمينه الأنبياء وعن يساره الأولياء والملائكة وقوف بين يديه وأهل الموقف ينظرون إليه وأمته يصفون عليه وقد تهللت وجوههم فرحًا وقد أسبل عليه الإسلام سرباله وأوصل بهم حباله قد نادوا بهم بالتمجيد وأزعجوا الموقف بالتوحيد وقد أضاء نور إيمانهم وعرضوا على ديانهم واستشهدهم على الأمم فشهدوا فقبلت شهادتهم وغيبت عنهم نجوم الإفلاس وأمنوا من الهول والبأس ونادى مناديهم ‏{‏كنتم خير أمة أخرجت للناس‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 110‏]‏‏.‏ وأهل الموقف ينظرون إلى جمالهم ويتعجبون من هيبة جلالهم ويقولون‏:‏ لقد فاز من اتبع ملتهم وصدق شريعتهم‏.‏

قال مالك يوم الدين ‏{‏ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين‏}‏ ‏[‏الحجر‏:‏ 2‏]‏‏.‏ فإذا ورد مقامه أطال فيه هناك قيامه وبسط كف ابتهاله وبالغ في طلبه وسؤاله ويقول‏:‏ أسألك قبول شفاعتي في العصاة من أمتي‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق