إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 11 يوليو 2014

327 فتوح الشام ( للواقدي )


327

فتوح الشام ( للواقدي )


قالوا‏:‏ أما هذا الزاد فمنا من يقدر عليه ومنا من لم يقدر عليه قيل‏:‏ إياكم والتعرض لهذا السفر بغير أعمال واعملوا ليوم لا بيع فيه ولا خلال فلما تزودوا أخلصوا ومن جيفة الدنيا تخلصوا خلع عليهم خلع الأنعام وتوجهم بتاج العز والإكرام وجعل لهم الفردوس منزلًا وقال في حقهم‏:‏ ‏{‏كانت لهم جنات الفردوس نزلًا‏}‏ ‏[‏الكهف‏:‏ 107‏]‏‏.‏ واسمعوا ما قال فيهم الملك المقتدر‏:‏ ‏{‏فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 23‏]‏‏.‏ قال فعندها حملوا بأسرار صافية وهمم وافية وطعنوا في صدور الرجال ورفرفت على رؤوسهم طيور الآجال ووضعوا السيف في الروم وجعلوه عليهم يومًا مشؤومًا‏.‏

قال ولم يزل القتال بينهم بقية يومهم إلى الليل وانفصلوا عن القتال ورجع المسلمون وهم متأسفون على أسر خالد ومن معه فإنهم لما وقعوا في الأسر وانفصل الناس من القتال وجن الليل أرسلهم الملك شهرياض إلى رأس العين مع حاجبه نقيطا بن عبدوس ومعه ألف فارس وأمره أن يسير بهم في الليل ويجد بهم في السير وأن يسلمهم إلى والي رأس العين‏.‏

قال‏:‏ فسار بهم ولم يطلع الفجر إلا وقد وصل بهم إلى رأس العين وأرسل من يعلم الوالي بالقصة فخرج في موكبه للقائهم ووضع الصايح في رأس العين بقدومهم فما تخلف أحد وكان لهم يوم مشهود فألقاهم الوالي في الكنيسة العظمى التي هي جامع اليوم وأوثقوهم في الحديد‏.‏

قال‏:‏ حدثنا فاهم اليشكري عن بشار بن عدي عن سراقة بن زهير عن خزيمة بن عازم عن جده عبد الله بن عامر‏.‏

قال‏:‏ إنه لما فتح الرها وحران وسروج صلحًا اجتمع يوقنا برودس ومعه أصحابه‏.‏

فقال‏:‏ اعلموا أن الله سبحانه وتعالى قد فتح علينا هذه البلاد وأن رأس العين مدينة عظيمة وأهلها قد استعفوا للقتال وآلة الحصار وربما صعب أمرها وعسر فتحها على المسلمين وإني معول أن أهب نفسي لله وأسير مع أصحابي فلعلي أن أحصل في داخل المدينة ولعل الله أن يفتحها على يدي‏.‏

فقال له سعيد بن زيد‏:‏ قوى الله وسدد أمرك‏.‏

قال وعول على المسير في تلك الليلة وإذا بعيون المسلمين قد أقبلت إلى حران يخبرون أنه قد أتى عاصم بن رواحة المتنصر في خمسمائة فارس من قومه من إياد الشمطاء‏.‏

وكان قد وصل مع قومه إلى قسطنطينية وقد ورد على الملك هرقل كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن يبعدهم عن دياره فأبعدهم عن أرضه فتفرقوا في كل موضع وأتى منهم عاصم بن رواحة إلى هذا الملك شهرياض في خمسمائة فارس وكان الملك يحبه ولما وصل إلى البرية كتب إلى الملك يعرفه أنه خرج من بلاد القسطنطينية وأتى قاصدًا إلى بلاده وخدمته‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق