328
فتوح الشام ( للواقدي )
وبعث الكتاب مع رجل من بني عمه اسمه رفاعة بن ماجد فوصل إلى الملك وأعطاه الكتاب ففرح الملك بقدومه وأمره أن يعجل في الحضور وأرسل إلى والي رأس العين بأن يخلي له دارًا ينزل فيها إذا قدم مع أصحابه فلما سمع يوقنا ذلك الخبر بأن من عيونه فرح وقال: من أي طريق يأتون قال: من طريق سروج وبقي بينكم وبينه ليلة واحدة فخرج يوقنا ومن معه وصحبهم عمرو بن معد يكرب وسعيد بن زيد ومن معهم وكمنوا لهم في موضع قد علموا أنهم لا بد لهم من العبور فيه فلما ضرب الليل سرادقات ظلامه ونصب على الخافقين أعلامه إذ أقبلت خيول القوم وسمعوا حسهم فصبروا حتى توسطوهم من كل جانب وقصد كل واحد واحدا فأخذوهم عن بكرة أبيهم ولم ينفلت منهم أحد واحتووا على أثقالهم ورحالهم ورجعوا إلى مكمنهم ونزلوا عن خيولهم.
فقال لهم سعيد بن زيد: من أميركم حتى أخاطبه.
فأشاروا إلى عاصم بن رواحة.
فقال له سعيد بن زيد: يا ابن رواحة أي مناسبة بينكم وبين الروم حتى لذت بهم وملت إلى جانبهم وتركت العرب العرباء فأنت منا وإلينا وحسبك حسبنا ونسبك نسبنا.
لأن أنمارًا وإيادًا وربيعة ومضر كلها ترجع إلى نزار بن معد بن عدنان وأن الله تعالى قد اختارهم لسكنى حرمه وجوار بيته وقد كنا نعبد الأصنام ونستقسم بالأزلام ونتبع طرق الحرام حتى بعث الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه {وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: 214]. وأمره بالمقام في دار الخيزران ثم دعاهم إلى عبادة الملك الديان وقال لهم: أنتم من ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل وقد فضلكم بارئ النسيم بسكناكم البلد الحرام والبيت المعظم وزمزم والمقام فما لي أراكم على الأصنام عاكفين وبالأزلام حالفين وفي ثياب الكفر رافلين أما لكم عقول تردكم أما لكم بصائر تصدكم أما أنتم من ذوي الأحلام الراجحة أما أنتم من ذوي الآراء الشامخة ألهذا خلقتم أم به أمرتم.
نحتم الأصنام من الأحجار وسلكتم طريق الفجار وكفرتم بالواحد الجبار الذي سير البحار وأجرى الفلك الدوار وخلق الليل والنهار.
أما تشكرون الصانع الذي جعل النجوم طوالع وكل إليه راجع.
قالوا: يا محمد من أمرك أن تسب آلهتنا وتسفه أحلامنا.
قال: يا قوم العلم أمرني والعقل بصرني أما علمتم أنه من نظر في المصنوعات وتدبر علم أن لها صانعًا لا يتغير فالنظر في المخلوقات حكمة والتفكر في صنعه والإقرار بوحدانيته نعمة والإيمان به رحمة.
قالوا: فمن تعبد.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق