إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 3 يوليو 2014

125 فتوح الشام ( للواقدي )


125

فتوح الشام ( للواقدي )


قال الواقدي‏:‏ فلم يبق أحد من المسلمين إلا عجب من مقالة خالد بن الوليد رضي الله عنه وظنوا أنه يمزح بمقالته وكان أول من خاطبه في ذلك أبو سفيان صخر بن حرب وقال‏:‏ يا ابن الوليد هذا كلام منك جد أو هزل‏.‏

فقال خالد بن الوليد رضي الله عنه‏:‏ لا وعيش عاش فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قلت إلا جدًا‏.‏

فقال أبو سفيان‏:‏ فتكون مخالفًا لأمر الله تعالى ظالمًا لنفسك وما أظن أن لك في هذه المقالة مساعدًا ولو قاتل الرجل منا مائتين كان ذلك أسهل من قولك يقاتل الرجل منا الذين وإن الله عز وجل رحيم بعباده فرض علينا أن الرجل منا يقاتل الرجلين والمائة والمائتين والألف الألفين وإنك تقونا ثلاثون رجلًا منا تلقى الستين ألف فارس فما يجيبك أحد إلى ذلك وإن أجابك رجل لما قلته فإنه ظالم لنفسه معين على قتله‏.‏

فقالا خالد بن الوليد رضي الله عنه‏:‏ يا أبا سفيان كنت شجاعًا في الجاهلية فلا تكن جبانًا في الإسلام وانظر لمن انتخب من رجال المسلمين وأبطال الموحدين فإنك إذا رأيتهم علمت أنهم رجال قد وهبوا أنفسهم لله عز وجل وما يريدون بقتالهم غير الله تعالى ومن علم الله عز وجل ذلك من ضميره كان حقًا على الله أن ينصره ولو سلك مفظعات النيران‏.‏

فقال أبو سفيان‏:‏ يا أبا سليمان الأمر كما ذكرت وما أردت بقولي إلا شفقة على المسلمين فإذا قد صح عزمك على ذلك فاجعل القوم ستين رجلًا ليقاتل الرجل منهم ألف فارس من العرب المتنصرة‏.‏

فقال الأمير أبو عبيدة رضي الله عنه‏:‏ نعم ما أشار به أبو سفيان يا أبا سليمان فقال خالد بن الوليد رضي الله عنه‏:‏ والله يا أيها الأمير ما أردت بفعلي هذا إلا مكيدة لعدونا لأنهم إذا رجعوا إلى أصحابهم منهزمين بقوة الله عز وجل ويقولون لهم من لقيكم فيقولون لقينا ثلاثون رجلًا يداخلهم الرعب منا ولعلم ماهان أن جيشنا كفء له‏.‏

فقاد أبو عبيدة رضي الله عنه‏:‏ إن الأمر كما ذكرت إلا أنه إذا كان ستون رجلًا منا يكونون عصبة ومعينًا بعضهم بعضًا‏.‏

فقال خالد بن الوليد رضي الله عنه‏:‏ أنا أنتدب من المسلمين رجالًا أعرف صبرهم وقرارهم وإقدامهم في الحرب وأعرض عليهم هذه المقالة فإن أحبوا لقاء الله ورغبوا في ثواب الله عز وجل فإنهم يستجيبون إلى ذلك وإن أحبوا الحياة الدنيا والبقاء فيها ولم يكن فيهم ولم تطيب نفسه للموت فما بخالد إلا أن يبذل مهجته لله عز وجل والله المرفق لما يحبه ويرضاه‏.‏

قال أبو عبد الله‏:‏ حدثنا عمرو بن سالم عن جذه برعي بن عدي قال‏:‏ كنت بين يدي خالد بن الوليد رضي الله كنه فدعا بستين رجلًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأول ما دعا خالد بن الوليد‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق