إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 3 يوليو 2014

122 فتوح الشام ( للواقدي )


122

فتوح الشام ( للواقدي )


قال عبادة بن الصامت‏:‏ يا جبلة أما علمت ما لقينا من جموعكم المتقدمة بأجنادين وغيرها وكيف نصرنا الله عليكم وهرب طاغيتكم ونحن نعلم من بقي من جموعكم قد تيسر علينا أمره ونحن لا نخاف ممن يقدم علينا من جموعكم وقد ولغنا في الدماء فلم نجد أحلى من دماء الروم وأنا يا جبلة أدعوك إلى دين الإسلام وأن تدخل مع قومك في ديننا وتكون على شرفك في الدنيا والآخرة ولا تكون تابع علج من علوج الروم تفديه بنفسك من المهالك وأنت رجل من سادات العرب وملوكهم وإن ديننا ظهر أوله وآخره يظهر كما ظهر أوله فاتبع سبيل من أناب إلى الحق وصدق به فقل‏:‏ لا إله إلا الله محمد رسول الله‏:‏ اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه وسلم‏.

  قال الواقدي

‏:‏ فغضب جبلة بن الأيهم من كلام عبادة بن الصامت وقال‏:‏ لست مفارقًا ديني‏.‏

فقال عبادة بن الصامت‏:‏ فإن أبيت إلا ما أنت عليه من الكفر فإياك أن تلقاني في الموعد الأول فإن لنا وقعة عظيمة فإن أخذتك شفار سيوفنا فلا تخلص من شفارها ودعنا وعساكر الروم فهم أهون علينا فإن أبيت إلا ما أنت عليه حل بك مثل ما حل بهم‏.‏

قال الواقدي‏:‏ فغضب جبلة بن الأيهم وقال‏:‏ لماذا تخوفني من سيوفكم‏:‏ أما نحن عرب مثلكم رجل لرجل‏.‏

فقال عبادة بن الصامت‏:‏ قد علمنا أنك إنما خرجت إلينا مخادعًا ومعينًا ولسنا كأنتم يا ويلكم نحن على قلتنا نوحد ربنا ونتبع سنة نبينا محمد وإن وراءنا عسكرًا يعلو الأقطار ويسد القفار‏.‏
فقال جبلة‏:‏ لست أعرف وراءكم جيشًا غير هذا الجيش ولا من ينصركم غيرهم‏.‏

فقال عبادة بن الصامت‏:‏ كذبت والله يا ابن الأيهم في قولك وإن وراءنا رجالًا أنجادًا وأبطالًا شدادًا يرون الموت مغنمًا والحياة مغرمًا كل واحد بنفسه يلقي جيشًا حافلًا يا ويلك أنسيت عليًا وسطوته وعمر وشدته وعثمان وبراعته والعباس وطلعته والزبير مع ما يجتمع إليهم من فرسان المسلمين من مكة والطائف واليمن وغير ذلك‏.‏

قال‏:‏ فلما سمع جبلة ذلك من كلام عبادة بن الصامت قال‏:‏ يا ابن العم أنا ما خرجت إلا أريد النصيحة لكم فإن أبيتم ذلك فاسأل قومك يجيبونا إلى الصلح‏.‏

فقال عبادة بن الصامت‏:‏ لا صلح بيننا إلا بأداء الجزية أو الإسلام أو السيف وهو حكم بيننا وبينكم والله لولا أن الغدر يقبح بنا لعلوتك بسيفي هذا فلما سمع جبلة كلام عبادة وإنه قد حاف عليه في الكلام لم يرد عليه جوابًا‏.‏
‏.‏
‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق