إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 3 يوليو 2014

121 فتوح الشام ( للواقدي )


121

فتوح الشام ( للواقدي )


فقال يا بهيل‏:‏ الملك هرقل كأنه أعرف بهؤلاء العرب منا ثم لوى رأس جواده ورجع إلى ماهان وأخبره بما قال أبو عبيدة‏.‏
‏.‏
فقال له ماهان‏:‏ دعوتهم إلى الموعد‏.‏

فقال‏:‏ لا وحق المسيح إني لم أفاتحه في شيء من ذلك لكن ابعث لهم بعض العرب المتنصرة فإن العرب يميل بعضهم إلى بعض‏.‏

قال فعندما دعا ماهان بجبلة بن الأيهم الغساني‏.‏

وقال‏:‏ يا جبلة اخرج إلى هؤلاء وخوفهم من كثرتنا وتواتر عددنا وألق في قلوبهم الرعب وأحط بهم مكرك‏.‏

قال‏:‏ فخرج جبلة بن الأيهم وسار حتى قرب من عساكر المسلمين ونادى برفيع صوته‏:‏ يا معاشر العرب ليخرج إلي رجل من ولد عمرو بن عامر لأخاطبه بما أرسلت به‏.‏

فلما سمع الأمير أبو عبيدة رضي الله عنه كلام جبلة بن الأيهم‏.‏

قال‏:‏ قد بعث إليكم القوم بأبناء جنسكم يريدون الخديعة بصلة الرحم والقرابة فابعثوا إليه رجلًا من الأنصار من ولد عمرو بن عامر فأسرع إليه بالخروج عبادة بن الصامت الخزرجي رضي الله عنه وقال لأبي عبيدة‏:‏ أيها الأمير أنا أخرج إليه وأنظر ماذا يقول فأجيب عنه ثم خرج عبادة نحوه بجواده إلى أن وقف أمام جبلة بن الأيهم فنظر جبلة إلى رجل أسمر طويل شديد السمرة كأنه من رجال شنوءة فهابه ودخل الرعب في قلبه من عظم خلقته وكان عبادة بن الصامت من الخطاط رضي الله عنه‏.‏

فقال له جبلة‏:‏ يا فتى من أي الناس أنت‏.‏

فقال عبادة‏:‏ أنا من ولد عمرو بن عامر فقال جبلة‏:‏ حييت فمن أنت‏.‏

فقال‏:‏ عبادة بن الصامت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسأل عما تريد‏.‏

فقال جبلة‏:‏ يا ابن العم إنما خرجت إليكم لأني أعلم أن أكثركم من الرحم والقرابة فخرجت إليكم ناصحًا ومشيرًا واعلم أن هؤلاء القوم الذين قد نزلوا بازائكم معهم جنود لا قبل لكم بها وخلفهم عساكر وحصون وقلاع وأموال ولا تقولوا كسرنا وهزمنا عساكر الروم واعلم أن الحرب دول وسجال وإن هزمكم هؤلاء القوم لا يكون لكم ملجأ غير الموت وهؤلاء القوم إن انهزموا يرجعون إلى بلادهم وعساكرهم والخزائن والحصون وما قد نلتم نيلًا فخذوه وامضوا إلى بلادكم سالمين‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق