إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 3 يوليو 2014

118 فتوح الشام ( للواقدي )


118

فتوح الشام ( للواقدي )


فقال الأمير أبو عبيدة رضي الله عنه‏:‏ اجلسوا رحمكم الله فقد أشرتم بما عندكم من الرأي وإني إن برحت من موضعي هذا كره لي عمر بن الخطاب ذلك وأخذ يعنفني ويقول تركت مدائن فتحهما الله على يديك ونزحت عنها وكان ذلك هزيمة منك ثم قال‏:‏ أشيروا علي برأيكم رحمكم الله تعالى‏.‏

فقام إليه قيس بن هبيرة المرادي وقال‏:‏ يا أمير المؤمنين لا ردنا الله إلى أهلنا سالمين إن خرجنا من الشام وكيف ندع هذه الأنهار المتفجرة والزروع والأعناب والذهب والفضة والديباج ونرجع إلى قحط الحجاز وجدبه وأكل خبز الشعير ولباس الصوف ونحن في مثل هذا العيش الرغد فإن قتلنا فالجنة وعدنا ونكون في نعيم لا يشبه نعيم الدنيا‏.‏

فقال أبو عبيدة رضي الله عنه‏:‏ صحف والله قيس بن هبيرة وبالحق نطق ثم قال‏:‏ يا معاشر المسلمين أترجعون إلى بلاد الحجاز والمدينة وتدعون لهؤلاء الأعلاج قصورًا وحصونًا وبساتين وأنهارًا وطعامًا وشرابًا وذهبًا وفضة مع ما لكم عند الله عز وجل في دار البقاء من حسن الطعام ولقد صدق قيس بن هبيرة في قوله لنا ولسنا ببارحين منزلنا هذا حتى يحكم الله بيننا وهو خر الحاكمين‏.‏

قال فوثب قيس بن هبيرة وقال‏:‏ صدق الله قولك أيها الأمير وأعانك على ولايتك ولا تبرح من مكانك وتوكل على الله وقاتل أعداء الله فإن فاتنا فتح عاجل فما يفوتنا ثواب آجل‏.‏

فقال أبو عبيدة رضي الله عنه‏:‏ شكر الله فضلك وغفر لنا ولك والرأي رأيك وتتابع قول المسلمين بحسن رأيهم إلا خالد بن الوليد رضي الله عنه فإنه ساكت لا يقول شيئًا‏.‏

فقال أبو عبيدة رضي الله عنه‏:‏ يا أبا سليمان أنت الرجل الجريء والفارس الشهم ومعك رأي وعزم فما تقول فيما قال قيس بن هبيرة‏.‏

فقال خالد رضي الله عنه‏:‏ نعم ما أشار به قيس إلا أن الرأي عندي غير رأيه ولكن لا أخالف المسلمين فقال‏:‏ إن كان عندك رأي فيه صلاح فائت به وكلنا لرأيك تبع فقال خالد بن الوليد رضي الله عنه اعلم أيها الأمير أنك إن أقمت في مكانك هذا فإنك تعين على نفسك لأن هذه الجابية قريبة من قيسارية وفيها قسطنطين ابن الملك هرقل في أربعين ألف فارس وأهل الأردن قد اجتمعوا إليه خوفًا منكم والذي أشير به عليكم أن ترحلوا من منزلكم هذا وتجعلوا أذرعات خلف ظهوركم حتى ينزلوا اليرموك ويكون الملأ من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قريبًا منكم متلاحقًا بكم وأنتم على فتح لقتال عدوكم وهي أرض واسعة لمجال الخيل‏.‏

قال فلما نطق خالد بن الوليد بهذا الكلام‏.‏

قال المسلمون‏:‏ نعم ما أشار به خالد وقال أبو سفيان بن حرب‏:‏ أيها الأمير افعل برأي خالد بن الوليد رضي الله عنه وابعثه إلى ما يلي الرمادة فيكون بين عساكرنا وعساكر الروم المقيمة بالأردن لئلا ندهي منهم عند رحيلنا فإنه سيكون لرحيلنا ورحيل عسكرنا بين هذه الأشجار ضجة عظيمة وجلبة هائلة فيداخل عدوكم فيكم الطمع فإن أقبلوا يريدون غارة ومكيدة لقيهم خالد بن الوليد رضي الله عنه بمن معه‏.‏

يتبع
 يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق