إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 3 يوليو 2014

107 فتوح الشام ( للواقدي ) ذكر فتح الرستن



107


فتوح الشام ( للواقدي )

ذكر فتح الرستن


قال الواقدي‏:‏ وسار الأمير أبو عبيدة بالعسكر حتى نزل على الرستن فراها حصنًا منيعًا وماؤها غزير وهي مشحونة بالرجال والعدد والعديد فبعث إليهم رسولًا يأمرهم أن يكونوا في ذمته فأبوا ذلك وقالوا‏:‏ لا نفعل حتى نرى ما يكون من أمركم مع الملك هرقل وبعد ذلك يكون ما شاء الله تعالى فقال الأمير أبو عبيدة رضي الله عنه‏:‏ فإنا متوجهون إلى قتال الملك هرقل ومعنا رجال وأمتعة وقد أثقلتنا واشتهينا أن نودعها عندكم إلى وقت رجوعنا قال‏:‏ فأتى أهل الرستن إلى بطريقهم وكان اسمه نقيطاس وشاوروه في ذلك فقال‏:‏ يا قوم ما زالت الملوك والعساكر يودع بعضهم بعضًا وما يضرنا ذلك ثم بعث إلى الأمير أبي عبيدة يقول له‏:‏ مهما كان لك من حاجة فنحن نقضيها ونريد منكم المراعاة لأهل سوادنا حتى نرى ما يكون من أمركم مع الملك هرقل فقال الأمير أبو عبيدة‏:‏ ونحن نفعل إن شاء الله تعالى‏.‏

قال الواقدي‏:‏ عن ثابت بن قيس بن علقمة‏.‏

قال‏:‏ كنت ممن حضر عند أبي عبيدة رضي الله عنه فعند ذلك دعا أهل الرأي والمشورة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لهم‏:‏ إن هذا حصن شديد منيع ليس لنا إلى فتحه سبيل إلا بالحيلة والخديعة وأريد أن أجعل منكم عشرين رجلًا في عشرين صندوقًا وتكون الأقفال عندهم من باطنها فإذا صاروا في المدينة فثوروا على اسم الله تعالى فإنكم تنصرون على من فيها من المشركين فقال خالد بن الوليد‏:‏ فإذا عزمت على ذلك فلتكن الأقفال ظاهرة ويكون أسفل الصناديق أنثى في ذكر من غير شيء يمسكها فإذا حل أصحابنا في حصن من هؤلاء القوم يخرجون جملة واحدة ويكبرون‏.‏

فإن النصر مقرون بالتكبير فأجابه أبو عبيدة إلى ذلك وأخذ صناديق الطعام المنتخبة عند الروم ففض أسافلها وجعلها ذكرًا في أنثى فأولى من دخل في الصناديق ضرار بن الأزور والمسيب بن نجية وذو الكلاع الحميري وعمرو بن معد يكرب الزبيدي والمرقال وهاشم بن نجية وقيس بن هبيرة وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ومالك بن الأشتر وعوف بن سالم وصابر بن كلكل ومازن بن عامر والأصيد بن سلمة وربيعة بن عامر وعكرمة بن أبي جهل وعتبة بن العاص ودارم بن فياض العبسي وسلمة بن حبيب والفارع بن حرملة ونوفل بن جرعل وجندب بن سيف وعبد الله بن جعفر الطيار وجعله أميرًا عليهم وسلموا الصناديق إلى الروم فلما حطت الصناديق في الرستن ألقاها نقيطاس في قصر إمارته وارتحل الأمير أبو عبيدة رضي الله عنه وسار حتى نزل في قرية يقال لها السودية فلما أظلم الليل بعث خالد بن الوليد رضي الله عنه بجيش الزحف إلى الرستن ينظر ما يكون من أصحابه وما فعلت الصحابة رضي الله عنه فسار خالد بن الوليد برجاله حتى وصل القنطرة وإذا بالصياح قد علا والتهليل والتكبير من داخل مدينة الرستن‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق