إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 3 يوليو 2014

104 فتوح الشام ( للواقدي )


104

فتوح الشام ( للواقدي )

فلما سمع المسلمون ما فيه عولوا على الحرب والقتال وقسم الأمير أبو عبيدة عسكر المسلمين أربع فرق فبعث فرقة مع المسيب بن نجية الفزاري فنزل بهم على باب الجبل مما يلي باب الصغير وبعث فرقة أخرى مع المرقال بن هشام بن عقبة بن أبي وقاص فنزل بهم على باب الرستق وبعث فرقة أخرى مع يزيد بن أبي سفيان فنزل على باب الشام ونزل الأمير أبو عبيدة وخالد بن الوليد على باب الصغير وزحف المسلمون إليهم من كل مكان وقاتلوهم بقية يومهم هذا وسهام الروم تصل إليهم فيلقونها بالحجف ونبال العرب تصل إليهم وإلى من بأعلى السور فأثرت لأجل ذلك ضرًا فانفضوا عند المساء فلما كان الغد جمع خالد بن الوليد كل عبد كان في عسكر المسلمين وأمرهم أن يتقلدوا بالسيوف ويتنكبوا بالحجف ويزحفوا إلى سور حمص ويضربوا السور بأسيافهم ويتلقوا السهام بحجفهم‏.‏

فقال الأمير أبو عبيدة‏:‏ وما عسى أن يغني عنا هنا يا أبا سليمان فقال خالد رضي الله عنه‏:‏ على رسلك أيها الأمير ولا تخالفني فيما صنعت فإني عزمت أن أقاتلهم بالعبيد ونعلمهم أن ليس لهم عندنا من القدر شيء فما نقاتلهم بأنفسنا إلا أن يخرجوا إلينا فقال أبو عبيدة رضي الله عنه‏:‏ افعل ما شئت فالله تعالى يوفقك فعند ذلك أمرهم خالد بن الوليد رضي الله عنه بالزحف على الأسوار وكانوا أربعة آلاف عبد وأمر خالد ألفًا من العرب أن تترجل معهم ففعلوا ذلك وزحفوا على السور وقد استتروا بالحجف والعرب من ورائهم فرموا بالنبل وضربوا بسيوفهم فمنها ما تثلم ومنها ما انكسر‏.‏

قال الواقدي‏:‏ وأشرف عليهم هربيس صاحب حمص وقد دارت بطارقته وأصحاب الرتب فجعلوا يتأملون إلى أفعالهم فقال هربيس‏:‏ يا معاشر البطارقة وحق المسيح ما ظننت أن العرب بهذه الصفة وإذا هم كلهم سودان‏.‏

فقال له بعض من لحقه بأجنادين وسائر المواطن‏:‏ لا أيها السيد بل هؤلاء عبيدهم وهذه من بعض مكايد العرب في الحرب وقد قدم هؤلاء السودان والعبيد إلى حربنا وقتالنا معناه أن ليس لنا عندهم من القدر أن يلقونا بأنفسهم أو نخرج إليهم فقال هربيس‏:‏ وحق المسيح إن هؤلاء أشد من العرب بأسًا وأقوى مراسًا واعلموا أنه ما لزق قوم بسور مدينتنا ولا دنوا منها إلا وقد هان عليهم أمرها واقترب على أيديهم فتحها‏.

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق