إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 3 يوليو 2014

103 فتوح الشام ( للواقدي )


103

فتوح الشام ( للواقدي )


قال لما فتح الله بعلبك على يد المسلمين وترك أبو عبيدة رافع بن عبد الله وتوجه إلى حمص للحوق بخالد بن الوليد فلما قرب من حمص وموضع يقال له الزراعة وجه على مقدمة جيشه ميسرة بن مسروق العبسي وعقد له راية سوداء معلمة بالبياض وضم إليه خمسة آلاف فارس من المسلمين فلما سار ميسرة حتى وصل إلى حمص خرج خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى لقائه وسلم عليه وعلى من معه من المسلمين ثم بعث أبو عبيدة بعده ضرار بن الأزور في خمسة آلاف فارس وبعث بعده عمرو بن معد يكرب الزبيدي وقدم أبو عبيدة رضي الله عنه ببقية الجيش فلما أشرف أبو عبيدة على حمص قال‏:‏ اللهم عجل علينا فتحها واخذل من فيها من المشركين وأستقبل المسلمون بأجمعهم وسلموا عليه وعلى من معه ونزل أبو عبيدة رضي الله عنه على النهر المقلوب فلما استقر به القرار كتب إلى أهل حمص وبطريقها الجديد وهو هربيس كتابًا يقول فيه‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم من أبي عبيدة عامل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الشام وقائد جيوشه‏:‏ أما بعد فإن الله تعالى قد فتح علينا بلادكم ولا يغرنكم عظم مدينتكم وتشييد بنيانكم وكثرة رجالكم فما مدينتكم عندنا إذا أتاكم الحرب إلا كالبرمة قد نصبناها في وسط عسكرنا وألقينا اللحم فيها وجميع العساكر يتوقع الأكل منها وقد داروا بها ينتظرون نضجها وأكل ما فيها ونحن ندعوكم إلى دين ارتضاه لنا ربنا عز وجل فإن أجبتم إلى ذلك ارتحلنا عنكم وخلفنا عندكم رجالًا منا يعلمونكم أمر دينكم وما فرض الله تعالى عليكم وإن أبيتم الإسلام قررناكم على أداء الجزية وإن أبيتم الإسلام والجزية فهلموا إلى الحرب والقتال حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين ثم طوى الكتاب وسلمه إلى رجل من المعاهدين وكان ذلك الرجل يحفظ بالعربية والرومية وقال له‏:‏ انطلق إلى حمص وائتنا بالجواب فأخذ المعاهد الكتاب وسار حتى وصل إلى السور فهم أهل حمص أن يرموه بالسهام والحجارة‏.‏

فقال لهم بالرومية‏:‏ يا قوم أمسكوا عليكم فأنا رجل معاهد وقد جئتكم بكتاب من هؤلاء العرب‏.‏

قال الواقدي‏:‏ فدلوا له حبلًا فربط وسطه به وشالوه إليهم وأتوا به إلى بطريقهم فلما وقف بين يديه خضع له وناوله الكتاب‏.‏
فقال له البطريق‏:‏ أرجعت عن دينك إلى دين هؤلاء العرب‏.‏

قال‏:‏ لا ولكني في ذمتهم وعهدتهم أنا وأولادي وأهلي ومالي وما رأينا من القوم إلا خيرًا والصواب عندي أن لا تقاتلوهم فإن القوم أولو بأس شديد لا يخافون ولا يرهبون الموت قد تمسكوا بدينهم والموت عندهم أفضل من الحياة وقد أقسم القوم بدينهم لا يبرحون عن مدينتكم حتى تسلموها إليهم أو يفتحها الله على أيديهم وحق ديني إنكم أحب إلي من العرب وأريد النصر لكم دون القوم ولكني خائف عليكم من بأسهم وسطوتهم فسلموا تسلموا ولا تخالفوا تندموا‏.‏

قال الواقدي‏:‏ فلما سمع البطريق هربيس كلامه غضب غضبًا شديدًا وقال‏:‏ وحق المسيح والإنجيل الصحيح لولا أنك رسول لأمرت بقطع لسانك على جراءتك علينا فلما قرأ الكتاب وعلم ما فيه أمر كاتبه أن يكتب إلى الأمير أبي عبيدة بجواب كتابه فكتب كلمة الكفر‏.‏

ثم قال‏:‏ يا معاشر العرب إنه وصل إلينا كتابكم وعلمنا ما فيه من التهديد والوعد والوعيد ولسنا كمن لاقيتم من أهل الشام ولم يزل الملك هرقل يستنصر بنا على من عاداه وعلى من قصد إليه من العساكر والآن فلا بد لنا من الحرب والقتال فإن سورنا شديد وأبوابنا حديد وحربنا عتيد والسلام‏.‏

وطوى الكتاب وسلمه إلى المعاهد وأمر غلمانه أن يدلوه بالحبال من السور وسار حتى وصل إلى الأمير أبي عبيدة وسلمه الكتاب ففضه وقرأه‏.‏
‏.‏
‏.‏


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق