102
فتوح الشام ( للواقدي )
قال الواقدي: فأبى القوم وضجوا عليه وأشهروا علاهم ووقفوا في الطريق بغلمانه قطعوهم إربًا إربًا وارتفع ضجيجهم فجزع المسلمون لذلك وهم لا يعلمون بالقصة اجتمعوا إلى أميرهم رافع بن عبد الله السهمي وقالوا: أيها الأمير أما تسمع أصوات هؤلاء القوم في مدينتهم.
فقال: يا قوم قد سمعت كما سمعتم فما عسى أن أصنع بهم لا يحل لنا الدخول إليهم وبهذا جرى الشرط بيننا وبينهم ونحن أحق بمن أوفى بعهد لله تعالى فإن هم خرجوا إلينا وأعلمونا بأمرهم صالحنا بينهم ونظرنا في أمورهم.
قال الواقدي: فما استتم الأمير رافع بن عبد الله كلامه حتى خرج أهل بعلبك يهرعون إليه فلما وقفوا بين يديه قالوا: إنا بالله وبك أيها الأمير ثم أعلموه عصتهم وما فعل البطريق بهم أول مرة وما فعل بهم ثاني مرة.
قال رافع بن عبد الله: إنا لا نمكنه من ذلك فقالوا: أيها الأمير إنا قد قتلناه وجميع غلمانه فصعب ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال لهم رافع: فما الذي تريدون.
فقالوا: نريد أن تدخلوا إلى المدينة فإنا قد أطلقنا لكم الدخول إليها.
فقال رافع بن عبد الله: أنا لا أقدر أن أدخل المدينة إلا بإذن الأمير أبي عبيدة لأنه ما أذن لي بذلك ثم كتب رافع بن عبد الله إلى الأمير أبي عبيدة يعلمه بالقصة وبحديث البطريق وبحديثهم الذي قالوه فكتب له بالدخول إلى المدينة كما قد أذنوا له فدخل رافع وأصحابه.
قال الواقدي: حدثنا موسى بن عامر قال حدثنا يونس بن عبد الله قال حدثنا سالم بن عدي عن جده عبد الرحمن بن مسلم الربيعي وكان ممن حضر فتوح الشام أوله وآخره.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق