إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 8 أبريل 2016

99 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الاول ذكر حرب كعب بن عمرو المازني


99

الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الاول

ذكر حرب كعب بن عمرو المازني
 

ثم إن بني جحجبا من الأوس وبني مازن بن النجار من الخزرج وقع بينهم حرب كان سببها أن كعب بن عمرو المازني تزوج امرأةً من بني سالم فكان يختلف إليها‏.‏

فأمر أحيحة بن الجلاح سيد بني جحجبا جماعةً فرصدوه حتى ظفروا به فقتلوه فبلغ ذلك أخاه عاصم بن عمرو فأمر قومه فاستعدوا للقتال وأرسل إلى بني جحجبا يؤذنهم بالحرب‏.‏

فالتقوا بالرحابة فاقتتلوا قتالًا شديدًا فانهزمت بنو جحجبا ومن معهم وانهزم معهم أحيحة فطلبه عاصم بن عمرو فأدركه وقد دخل حصنه فرماه بسهم فوقع في باب الحصن فقتل عاصم أخًا لأحيحة‏.‏

فمكثوا بعد ذلك ليالي نبئت أنّك جئت تس ري بين داري والقبابة فلقد وجدت بجانب ال ضّحيان شبّانًا مهابه فتيان حربٍ في الحدي د وشامرين كأسد غابه هم نكّبوك عن الطري ق فبتّ تركب كلّ لابه أعصيم لا تجزع فإن نّ الحرب ليست بالدّعابه فأنا الذي صبّحتكم بالقوم إذى دخلوا الرّحابه وقتلت كعبًا قبلها وغلوت بالسيف الذّؤابه فأجابه عاصم‏:‏ أبلغ أحيحة إن عرضت بداره عنّي جوابه وأنا الذي أعجلته عن مقعدٍ ألهى كلابه ورميته سهمًا فأخ طأه وأغلق ثمّ بابه في أبيات‏.‏

ثم إن أحيحة أجمع أن يبيت بني النجار وعنده سلمى بنت عمرو بن زيد النجارية وهي أم عبد المطلب جد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فما رضيت فلما جنها الليل وقد سهر معها أحيحة فنام فلما نام سارت إلى بني النجار فاعلمتهم ثم رجعت فحذروا وغدا أحيحة بقومه مع الفجر فلقيهم بنو النجار في السلاح فكان بينهم شيء من قتال وانحاز أحيحة وبلغه أن سلمى أخبرتهم فضربها حتى كسر يدها وأطلقها وقال أبياتًا منها‏:‏ لعمر أبيك ما يغني مكاني من الحلفاء آكلةٌ غفول تؤوّم لا تقلّص مشمعلًا مع الفتيان مضجعه ثقيل تنزّع للحليلة حيث كانت كما يعتاد لقحته الفصيل وقد أعددت للحدثان حصنًا لو أنّ المرء ينفعه العقول جلاه القين ثمّت لم تخنه مضاربه ولاطته فلول فهل من كاهن آوي إليه إذا ما حان من آلٍ نزول يراهنني ويرهنني بنيه وأرهنه بنيّ بما أقول فما يدري الفقير متى غناه وما يدري الغنيّ متى يعيل وما تدري وإن أجمعت أمرًا بأيّ الأرض يدركك المقيل وما تدري وإن أنتجت سقبًا لغيرك أم يكون لك الفصيل وما إن أخوةٌ كبروا وطابوا لباقية وأمّهم هبول ستشكل أو يفارقها بنوها بموتٍ أو يجيء لهم قتول وهو يوم السرارة ثم إن بني عمرو بن عوف من الأوس وبني الحارث من الخزرج كان بينهما حرب شديدة‏.‏

وكان سببها أن رجلًا من بني عمرو قتله رجل من بني الحارث فعدا بنو عمرو على القاتل فقتلوه غيلةً فاستكشف أهله فعلموا كيف قتل فتهيأوا للقتال وأرسلوا إلى بني عمرو بن عوف يؤذونهم بالحرب فالتقوا بالسرارة وعلى الأوس حضير بن سماك والد أسيد بن حضير وعلى الخزرج عبد الله بن سلول أبوى الحباب الذي كان رأس المنافقين‏.‏

فاقتتلوا قتالًا شديدًا‏.‏

صبر بعضهم لبعض أربعة أيم ثم انصرفت الأوس إلى دورها ففخرت الخزرج بذلك وقال حسان بن ثابت في ذلك‏:‏ فدىً لبني النجّار أمّي وخالتي غداة لقوهم بالمثقّفة السّمر وصرمٍ من الأحياء عمرو بن مالك إذا ما دعوا كانت لهم دعوة النصر فوا لا أنسى حياتي بلاءهم غداة رموا عمرًا بقاصمة الظهر وقال حسان أيضًا‏:‏ لعمر أبيك الخير بالحقّ ما نبا عليّ لساني في الخطوب ولا يدي فلا الجهد ينسيني حياتي وحفظتي ولا وقعات الدهر يفللن مبردي أكثّر أهلي من عيالٍ ساهم وأطوي على الماء القراح المبرّد ومنها‏:‏ وإنّي لمنجاء المطيّ على الوجى وإنّي لنزّال لما لم أعوّد وإنّي لقوّالٌ لذي اللّوث مرحبًا وأهلا إذا ما ريع من كلّ مرصد وإنّي ليدعوني الندى فأجيبه وأضرب بيض العارض المتوقّد فلا تعجلن يا قيس واربع فإنّما قصاراك أن تلقى بكلّ مهنّد حسام وأرماح بأيدي أعزّةٍ متى ترهم يا ابن الخطيم تلبّد أسود لدى الأشبال يحمي عرينها مداعيس بالخّطّي في كلّ مشهد وهي أبيات كثيرة‏.‏

فأجابه قيس بن الخطيم‏:‏ تروح عن الحسناء أم أنت مغتدي وكيف انطلاق عاشقٍ لم يزوّد تراءت لنا يوم الرحيل بمقلتي شريدٍ بملتفٍ من السّدر مفرد وجيدٍ كجيد الرّيم حالٍ يزينه على النّحر ياقوتٌ وفصّ زبرجد لنا حائطان الموت أسفل منهما وجمع متى تصرخ بيثرب يصعد ترى اللابة السوداء يحمرّ لونها ويسهل منها كلّ ربع وفدفد فإنّي لأغنى الناس عن متكلّفٍ يرى الناس ضلالًا وليس بمهتد لساء عمرًا ثورًا شقيًّا موعّظًا ألدّ كأنّ رأسه رأس أصيد كثير المنى بالزاد لا صبر عنده إذا جاع يومًا يشتكيه ضحى الغد وذي شيمةٍ عسراء خالف شيمتي فقلت له دعني ونفسك أرشد فما المال والأخلاق إلاّ معارة فما اسطعت من معروفها فتزوّد متى ما تقد بالباطل الحقّ يأبه فإن قدت بالحقّ الرواسي تنقد إذا ما أتيت الأمر من غير بابه ضللت وإن تدخل من الباب تهتد وهي طويلة‏.‏

وقال عبيد بن ناقد‏:‏ لمن الديار كأنّهنّ المذهب بليت وغيّرها الدهور تقلّب يقول فيها في ذكر الوقعة‏:‏ لكن فرا أبي الحباب بنفسه يوم السّرارة سيئ منه الأقرب هي طويلة أيضًا‏.‏

وأبو الحباب هو عبد الله بن سلول‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق