96
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الاول
يوم الشيطين
قال أبو عبيدة: كان الشيطان لبكر بن وائل فلما ظهر الإسلام في نجد سارت بكر قبل السواد وبقي مقايس بن عمرو العائذي بن عائذة من قريش حليف بني شيبان بالشيطين.
فلما أقامت بكر في السواد لحقهم الوباء والطاعون الذي كان أيا كسرى شيرويه فعادوا هاربين فنزلوا لعلع وهي مجدبة وقد أخصب الشيطان فسارت تميم فنزلوا بها وبلغت أخبار خصب الشيطين إلى بكر فاجتمعوا وقالوا: نغير على تميم فإن في دين ابن عبد المطلب يعنون النبي أن من قتل نفسًا قتل بها فنغير هذه الغارة ثم نسلم عليها فارتحلوا من لعلع بالذراري والأموال ورئيسهم بشر بن مسعود ابن قيس بن خالد فأتوا الشيطين في أربع ليال والذي بينهما مسيره ثماني ليالٍ فسبقوا كل خبر حتى صبحوهم وهم لا يشعرون فقاتلوهم قتالًا شديدًا وصبرت تميم ثم انهزمت فقال رشيد بن رميض العنبري يفخر بذلك: وما كان بين الشيّطين ولعلعٍ لنسوتنا إلاّ مناقل أربع فجئنا بجمعٍ لم ير الناس مثله يكاد له ظهر الوديعة يطلع بأرعن دهمٍ تنسل البلق وسطه له عارضٌ فيه المنيّة تلمع صبحنا به سعدًا وعمرًا ومالكًا فظلّ لهم يومٌ من الشرّ أشنع وذا حسبٍ من آل ضبّة غادروا بجريٍ كما يجري الفصيل المفزّع تقصّع يربوعٌ بسرّة أرضنا وليس ليربوع بها متقصّع ثم إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكتب إلى بكر بن وائل على ما بأيديهم.
الشيطان بالشين المعجمة والياء المشددة المثناة من تحتها وبالطاء المهملة آخره نون.الأنصار لقب قبيلتي الأوس والخزرج ابني حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان لقبهم به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما هاجر إليهم ومنعوه ونصروه وأم الأوس والخزرج قيلة بنت كاهل بن عذرة بن سعد ولذلك يقال لهم أبناء قيلة.
وإنما لقب ثعلبة العنقاء لطول عنقه ولقب عمرو مزيقياء لأنه كان يمزق عنه كل يوم حله لئلا يلبسها أحد بعده ولقب عامر ماء السماء لسماحته وبذلك كأنه ناب مناب المطر وقيل لشرفه ولقب امرؤ القيس البطريق لأنه أول من استعان به بنو إسرائيل من العرب بعد بلقيس فبطرقه رحبعم ابن سليمان بن داود عليه السلام فقيل له البطريق وكانت مساكن الأزد بمأرب من اليمن إلى أن أخبر الكهان عمرو بن عامر مزيقياء أن سيل العرم يخرب بلادهم ويغرق أكثر أهلها عقوبةً لهم بتكذيبهم رسل الله تعالى إليهم.
فلما علم ذلك عمرو باع ما له من مال وعقار وسار عن مأرب هو ومن تبعه ثم تفرقوا في البلاد فسكن كل بطن ناحية اختاروها فسكنت خزاعة الحجاز وسكنت غسان الشام.
ولما سار ثعلبة بن عمرو بن عامر فيمن معه اجتازوا بالمدينة وكانت تسمى يثرب فتخلف بها الأوس والخزرج ابنا حارثة فيمن معهما وكان فيها قرىً وأسواق وبها قبائل من اليهود من بني إسرائيل وغيرهم منهم قريظة والنضير وبنو قينقاع وبنو ماسلة وزعورا وغيرهم وقد بنوا لهم حصونًا يجتمعون بها إذا خافوا.
فنزل عليهم الأوس والخزرع فابتنوا المساكن والحصون إلا أن الغلبة والحكم لليهود إلى أن كان من الفطيون ومالك ابن العجلان ما نذكره إن شاء الله تعالى فعادت الغلبة للأوس والخزرج ولم يزالوا على حال اتفاق واجتماع إلى أن حدث بينهم حرب سمير على ما نذكره إن شاء الله تعالى.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق