86
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الاول
يوم الإياد
يوم مسحلان
قال أبو عبيدة: غزا ربيعة بن زياد الكلبي في جيش من قومه فلقي جيشًا لبني شيبان عامتهم بنو أبي ربيعة فاقتتلوا قتالًا شديدًا فظفرت بهم بنو شيبان وهزموهم وقتلوا منهم مقتلة عظيمة وذلك يوم مسحلان وأسروا ناسًا كثيرًا وأخذوا ما كان معهم.
وكان رئيس شيبان يومئذ حيان بن عبد الله بن قيس المحلمي وقيل: كان رئيسهم زياد بن مرثد من بني أبي ربيعة سائل ربيعة حيث حلّ بجيشه مع الحيّ كلبٌ حيث لبّت فوارسه عشيّة ولّى جمعهم فتتابعوا فصار إلينا نهبه وعوانسه ثم إن الربيع بن زياد الكلبي نافر قومه وحاربهم فهزموه.
فاعتزلهم وسار حتى حل ببني شيبان فاستجار برجل اسمه زياد من بني أبي ربيعة فقتله بنو أسعد بن همام ثم إن شيبان حملوا ديته إلى كلب مائتي بعير فرضوا.
حرب لسليم وشيبان قال أبو عبيدة: خرج جيش لبني سليم عليهم النصيب السلمي وهم يريدون الغارة على بكر بن وائل.
فلقيهم رجلٌ من بني شيبان اسمه صليع ابن عبد غنم وهو محرم على فرس له يسمى البحراء فقال لهم: أين تذهبون قالوا: نريد الغارة على بني شبان.
فقال لهم: مهلًا فإني لكم ناصح إياكم وبني شيبان فإني أقسم لكم بالله لتأتينكم على ثلاثمائة فرس خصي سوى الفحول والإناث.
فأبوا إلا الغارة عليهم فدفع صليع فرسه ركضًا حتى أتى قومه فأنذرهم.
فركبت شيبان واستعدوا فأتاهم بنو سليم وهم معدون فاقتتلوا قتالًا شديدًا فظفرت شيبان وانهزمت سليم وقتل منهم مقتلة كثيرة وأسر منهم ناس كثير ولم ينج إلا القليل وأسر النصيب رئيسهم نهيت بني زعل غداة لقيتهم وجيش نصيب والظنون تطاع وقلت لهم: إنّ الحريب وراكسًا به نعم ترعى المرار رتاع ولكنّ فيه الموت يرتع سربه وحقّ لهم أن يقبلوا ويطاعوا متى تأته تلقى على الماء حارثًا وجيشًا له يوفي بكلّ بقاع يوم جَدود وهو يوم بين بكر بن وائل وبني منقر من تميم.
وكان من حديثه أن الحوفزان واسمه الحارث بن شريك الشيباني كانت بينه وبين بني سليط ابن يربوع موادعة فهم بالغدر بهم وجمع بني شيبان وذهلًا واللهازم وعليهم حمران بن عبد عمرو بن بشر بن عمرو.
ثم غزا وهو يرجو أن يصيب غرة من بني يربوع.
فلما انتهى إلى بني يربوع نذر به عتيبة بن الحارث بن شهاب فنادى في قومه فحالوا بين الحوفزان وبين الماء وقال لعتيبة: إني لا أرى معك إلا رهطك وأنا في طوائف من بني بكر فلئن ظفرت بكم قل عددكم وطمع فيكم عدوكم ولئن ظفرتم بي ما تقتلون إلا أقاصي عشيرتي وما إياكم أردت فهل لكم أن تسالمونا وتأخذوا ما معنا من التمر ووالله لا نروح يربوعًا أبدًا.
فأخذ ما معهم من التمر وخلى سبيلهم.
فسارت بكر حتى أغاروا على بني ربيع بن الحارث وهو مقاعس بجدود وإنما سمي مقاعسًا لأنه تقاعس عن حلف بني سعد فأغار عليهم وهم خلوفٌ فأصاب سبيًا ونعمًا فبعث بنو ربيع صريخهم إلى بني كليب فلم يجيبوهم فأتى الصريخ بني منقر بن عبيد فركبوا في الطلب فلحقوا بكر بن وائل وهم مقاتلون فما شعر الحوفزان وهو في ظل شجرة إلا بالأهتم بن سمي بن سنان المنقري واقفًا على رأسه فركب فرسه فنادى الأهتم: يا آل سعد! ونادى الحوفزان: يا آل وائل! ولحق بنو منقر فقاتلوا قتالًا شديدًا فهزمت بكر وخلوا السبي والأموال وتبعتهم منقر فمن قتيل وأسير وأسر الأهتم حمران بن عبد عمرو ولم يكن لقيس بن عاصم المنقري همة إلا الحوفزان فتبعه على مهر والحوفزان على فرس فارج فلم يحلقه وقد قاربه.
فلما خاف أن يفوته حفزه بالرمح في ظهره فاحتفز بالطعنة ونجا فسمي يومئذ الحوفزان وقيل غير هذا.
وقال الأهتم في أسره حمران: نيطت بحمران المنّية بعدما حشاه سنان من شراعة أزرق دعا يال قيسٍ واعتزيت لمنقر وكنت إذا لاقيت في الخيل أصدق وقال سوار بن حيان المنقري يفتخر على رجل من بكر: ونحن حفزنا الحوفزان بطعنةٍ كسته نجيعًا من دم البطن أشكلا وحمران قسرًا أنزلته رماحنا فعالج غلًا في ذراعيه مثقلا قضى الله أنّا يبوم تقتسم العلى أحقّ بها منكم فأعطى فأجّزلا فلست بمسطيع السماء ولم تجد لعزٍّ بناه الله فوقك منقلا منقر بكسر الميم وسكون النون وفتح القاف وربيع بضم الراء وفتح الباء الموحدة.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق