إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 8 أبريل 2016

69 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الاول ذكر ملك بوران ابنة أبرويز بن هرمز بن أنوشروان


69

الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الاول

ذكر ملك بوران ابنة أبرويز بن هرمز بن أنوشروان
 

لما قتل شهربراز ملكت الفرس بوران لأنهم لم يجدوا من بيت المملكة رجلًا يملكونه‏.‏

فلما ملكت أحسنت السيرة في رعيتها وعدلت فيهم فأصلحت القناطر ووضعت ما بقي من الخراج وردت خشبة الصليب على ملك الروم وكانت مملكتها سنة وأربعة أشهر ثم ملك بعدها رجل يقال له خشنشبنده من بني عم ابرويز الأبعدين وكان ملكه أقل من شهر وقتله الجند لأنهم أنكروا سيرته‏.‏ لما قتل خشنشبنده ملكت الفرس آزرميدخت ابنة أبرويز وكانت من أجمل النساء وكان عظيم الفرس يومئذٍ فرخهرمز أصبهبذ خراسان فأرسل إليها يختطبها فقالت‏:‏ إن التزوج للملكة غير جائز وغرضك قضاء حاجتك مني فصر إلي وقت كذا‏.‏

ففعل وسار إليها تلك الليلة فتقدمت إلى صاحب حرسها أن يقتله فقتله وطرح في رحبة دار المملكة فلما أصبحوا رأوه قتيلًا فغيبوه‏.‏

وكان ابنه رستم وهو الذي قاتل المسلمين بالقادسية خليفة أبيه بخراسان فسار في عسكر حتى نزل بالمدائن وسمل عيني آزرميدخت وقتلها وقيل‏:‏ بل سمت‏.‏وكان ملكها ستة أشهر‏.‏

قيل‏:‏ ثم أتى رجل يقال له كسرى بن مهرجسنس من عقب أردشير بن باك كان ينزل الأهواز فملكه العظماء ولبس التاج وقتل بعد أيام وقيل‏:‏ إن الذي ملك بعد آزرميدخت خرزاد خسرو من ولد أبرويز وأمه كردية أخت بسطام قيل‏:‏ وجد بحصن الحجارة بقرب نصيبين فمكث أيامًا يسيرة ثم خلعوه وقتلوه‏.‏وكان ملكه ستة أشهر‏.‏وقال الذين قالوا ملك كسرى بن مهرجسنس‏:‏ إنه لما قتل طلب عظماء الفرس من له نسب ببيت المملكة ولو من النساء فأتوا برجل كان يسكن ميسان يقال له فيروز بن مهران جسنس ويسمى أيضًا جسنسنده أمه صهار بخت ابنة يزدانزان بن أنوشروان فملكوه وكان ضخم الرأس‏.‏

فلما توج قال‏:‏ ما أضيق هذا التاج‏!‏ فتطيروا من كلامه فقتلوه في الحال وقيل‏:‏ كان قتله ذكر ملك يزدجرد بن شهريار بن أبرويز ثم إن الفرس اضطرب أمرهم ودخل المسلمون بلادهم فطلبوا أحدًا من بيت المملكة ليملكوه ويقاتلوا بين يديه ويحفظوا بلادهم فظفروا بيزدجرد ابن شهريار بن أبرويز بإصطخر فأخذوه وساروا به إلى المدائن فملكوه واستقر في الملك غير أن ملكه كان كالخيال عند ملك أهل بيته‏.‏

وكان الوزراء والعظماء يدبرون ملكه لحداثة سنه وضعف أمر مملكة فارس واجترأ عليهم الأعداء وتطرقوا بلادهم وغزت العرب بلادهم بعد أن مضى من ملكه سنتان‏.‏

وكان عمره كله إلى أن قتل ثمانيًا وعشرين سنة وبقي من أخباره ما نذكره إن شاء الله في موضعه من فتوح المسلمين‏.‏

هذا آخر ملوك الفرس ونذكر بعده التواريخ الإسلامية على سياقة سني الهجرة ونقدم قبل ذلك الأيام المشهورة للعرب في الجاهلية ثم نأتي بعدها بالحوادث الإسلامية إن شاء الله تعالى‏.‏

ذكر أيام العرب في الجاهلية لم يذكر أبو جعفر من أيامها غير يوم ذي قار وجذيمة الأبرش والزباء وطسم وجديس وما ذكر ذلك إلا حيث أنهم ملوك فأغفل ما سوى ذلك‏.‏

ونحن نذكر الأيام المشهورة والوقائع المذكورة التي اشتملت على جمع كثيرة وقتال شديد ولم أعرج على ذكر غارات تشتمل على النفر اليسير لأنه يكثر ويخرج عن الحصر فنقول وبالله التوفيق‏.‏




 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق