30
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث
ذكر قتل أبي فديك الخارجي
قد ذكرنا سنة اثنتين وسبعين قتل نجدة بن عامر الخارجي وطاعة أصحابه أبا فديك وثبت قدم أبي فديك إلى الآن فأمر عبد الملك بن مروان عمر بن عبيد الله بن معمر أن يندب الناس من أهل الكوفة والبصرة ويسير إلى قتاله فندبهم وانتدب معه عشرة آلاف فأخرج لهم أرزاقهم ثم سار بهم وجعل أهل الكوفة على الميمنة وعليهم محمد بن موسى بن طلحة بن عبيد الله وأهل البصرة على الميسرة وعليهم عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر وهو ابن أخي عمر وجعل خيله في القلب وساروا حتى انتهوا إلى البحرين فالتقوا واصطفوا للقتال فحمل أبو فديك وأصحابه حملة رجل واحد فكشفوا ميسرة عمر حتى أبعدوا إلا المغيرة بن الملهب ومجاعة بن عبد الرحمن وفرسان الناس فإنهم مالوا إلى صف أهل الكوفة بالميمنة وجرح عمر بن موسى.
فلما رأى أهل الميسرة أهل الميمنة لم ينهزموا رجعوا وقاتلوا وما عليهم أمير لأن أميرهم عمر بن موسى جريحًا فحملوه معهم واشتد قتالهم حتى دخلوا عسكر الخوارج وحمل أهل الكوفة من الميسرة حتى استباحوا عسكرهم وقتلوا أبا فديك وحصروا أصحابه بالمشقر فنزلوا على الحكم فقتل منهم نحو ستة آلاف وأسر ثمانمائة ووجدوا جارية عبد الله بن أمية حبلى من أبي فديك وعادوا إلى البصرة.
في هذه السنة عزل عبد الملك خالد بن عبد الله عن البصرة وولاها أخاه بشرًا في قول بعضهم فاجتمع له المصران الكوفة والبصرة فسار بشر إلى البصرة واستخلف على الكوفة عمرو بن حريث.
وفيها غزا محمد بن مروان الروم صائفة فهزمهم.
وفيها كانت وقعة عثمان بن الوليد بالروم من ناحية أرمينية في أربعة آلاف والروم في ستين ألفا فهزمهم وأكثر القتل فيهم.
وحج بالناس هذه السنة الحجاج وكان على مكة واليمن واليمامة.
وكلن على الكوفة والبصرة في قول بعضهم بشر بن مروان وقيل: كان على الكوفة بشر وعلى البصرة خالد بن عبد الله وعلى قضاء الكوفة شريح بن عبد الحارث وعلى قضاء البصرة هشام بن هبيرة وعلى خراسان بكير بن وشاح.
وفي هذه السنة مات عبد الله بن عمر بمكة ودفن بذي طوى وقيل بفخ وكان سبب موته أن الحجاج أمر بعض أصحابه فضرب ظهر قدمه بزج رمح مسموم فمات منها وعاد الحجاج في مرضه فقال: من فعل بك هذا قال: أنت لأنك أمرت بحمل السلاح في بلد لا يحل حمله فيه.
وكان موته بعد ابن الزبير بثلاثة أشهر وقيل غير ذلك وكلن عمره سبعًا وثمانين سنة.
وفيها مات سلمة بن الأكوع.
وأبو سعيد الخدري ورافع بن خديج.
ومالك بن مسمع أبو غسان البكري وقيل: مات سنة أربع وستين وولد على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتوفي سلم بن زياد بن أبيه قبل بشر بن مروان.
وأسماء بنت أبي بكر بعد ابنها توطأ أمه فطلقها.
وفيها مات عوف بن مالك الأشجعي وكان أول مشاهده خيبر.
ومعاوية بن حديج قبل ابن عمر بيسير.
وفيها مات معبد بن خالد الجهني وهو ابن ثمانين سنة وله صحبة.
وفيها قتل عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله مع ابن الزبير وهو ابن أخي طلحة بن عبيد الله وله صحبة.
رافع بن خديج بفتح الخاء المعجمة وكسر الدال المهملة.
ومعاوية بن حديج بضم الحاء وفتح الدال المهملتين وآخره جيم.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق